خدمات ذكية ولكن..

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ أن أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عن الحكومة الذكية والخدمات الذكية، ووعده بالاحتفاء بالمسؤولين الذين لا يحققون الهدف خلال السنتين القادمتين بحفلة وداع، تشكلت خلايا نحل في كل هذه الجهات لا يهدأ لها بال، فجعلتهم هذه المبادرة يعملون على قدم وساق في استحداث وتقديم أكبر عدد من الخدمات الذكية، حتى يكاد لا يمر يوم إلا وتطبق خدمة ذكية جديدة في إحدى هذه الجهات، وهو مؤشر جيد للوصول إلى تقديم الخدمات الذكية التي تخدم المجتمع في أي وقت وفي أي مكان.

إنها خطوة رائدة أطلقها سموه ونتطلع إلى ممارستها وتطبيقها، كما يحدونا الأمل بأن نكون من الدول التي يُحتذى حذوها، ولن يتم الوصول إلى هذا المستوى إلا برفع كفاءة التعليم والتدريب، والأخذ بأهداب الثقافة المعاصرة التي تواكب تقنية المعلومات، وعالم الاتصالات الذي بتنا نستطيع أن نمسكه في أيامنا هذه في قبضة يد واحدة.

إلى هنا والأمور تسير على ما يرام، ولكن قبل البدء في سباق إطلاق هذه الخدمات الذكية، لا بد أن تسبقها خطوات عديدة أهمها دراسة احتياجات المجتمع أو الفئة الموجه إليها هذه الخدمة، وهل هم فعلا بحاجة إلى هذه الخدمة الذكية؟ وإذا كانت هناك حاجة فهل هم على استعداد لتقبلها والعمل بها؟ وهناك العديد من الأسئلة والنقاط المهمة التي يجب الأخذ بها ووضعها في الاعتبار، لكي تصل هذه الخدمة إلى الهدف المنشود وتحقيق أثرها على الفرد والمجتمع.

قد لا يكون هناك مقصرون في نهاية الفترة المحددة، وقد يتم إطلاق العديد من الخدمات الذكية من قبل جميع الجهات، ولكن قد يكون هناك البعض ممن يبرر عدم الإقبال على هذه الخدمات بأن "الجمهور لم يتعد مثل هذه الخدمات الذكية وما زال يفضل الخدمات التقليدية القديمة"..

وصاحب هذا الجواب هو من يستحق الاحتفاء به وتوديعه، لأن أهم أسباب عدم الإقبال على أي خدمة جديدة هو عدم معرفة أفراد المجتمع بكيفية التعامل معها، وهذه ليست مشكلة تستحق أن نقف حيالها ونستدعي الخبراء لحلها، بل لنأخذ الأمور كما يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: ليست هناك مشكلات بل هي تحديات ولا بد أن نعمل لنتجاوزها.. والتحدي الكبير هنا هو العمل مع المجتمع وتثقيفه.

والارتقاء به إلى المستويات التي تجعله قادرا على تقبل هذه الخدمات الذكية، والتعامل معها ووضع التصورات المستقبلية الواعدة لجميع مراحل التطور الذي ستمر عليه، وقياس أثرها المستقبلي واعتباره المؤشر الرئيسي لقياس مدى نجاحهم، والتأكد من أن أي خدمة ذكية لا بد أن تكون فعلا ذكية بحيث تتناسب مع الجميع..

Email