صباح الأول من ديسمبر 2012 فوجئ ملايين الأشخاص من مواطني الدولة والمقيمين فيها، بتهنئة باليوم الوطني الـ41 لدولة الإمارات العربية المتحدة، عبر رسالة نصية باللغتين العربية والإنجليزية، ممهورة بتوقيع سيد المبادرات الفذة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله.

وإنها لعمري مفاجأة مدهشة، أن تشملنا تهنئته الجميلة النبيلة، مفاجأة غير متوقعة وغير مسبوقة صافحت حواسنا وأثلجت صدورنا، وشرحت نفوسنا، وأضفت على بهجة المناسبة المجيدة للاتحاد إشراقا ورونقا لا يوصفان.

إنها المبادرة التي سمت بأرواحنا وارتفعت خفاقة، كما ارتفع يومها وإلى الأبد شامخا علم الدولة في كل مكان مزدهيا فوق هام السحب.

وإنها للفتة جديرة بالتقدير والثناء.. والاحتذاء، تماما كما هي مبادرات سموه المتميزة دائما التي تدعو إلى تمثلها والاقتداء بها، والعمل بنهجه الهادف إلى إشاعة روح التعاون المخلص والعمل الجاد والمشاركة الفعالة.

ترى كم مسؤولا أو حتى غير ذي مسؤولية كبرى، يخطر بباله مثل هذا الفعل المبدع النبيل؟ بل كم هم أولئك الذين يتواضعون من عليائهم ليشاركوا عامة الناس أفراحهم وأتراحهم وأفكارهم؟

وكم هم أولئك الذين يثمنون الجهود، ويقدرون العطاء الدائم والعمل المخلص ولو بكلمة؟! بل كم هم أولئك الذين يلقون التحية ويفشون الشلام بينهم وبين موظفيهم في مؤسساتهم؟! لا شك أنهم نادرون إن وجدوا.

لكن الإمارات حظيت بهذه الندرة، وإن مثل هذه اللفتات لا تأتي إلا من أصحاب الهمم العالية الراسخة.. ممن وهبوا أنفسهم وفكرهم لأوطانهم وشعوبهم ورعيتهم ومجتمعاتهم.. إنهم القادرون على صنع الفرح وتحقيق السعادة للمحيطين بهم كما البعيدين، وبكل الوسائل.

إنهم الكرماء المجبولون على ابتكار طرائق للعطاء والجود، بالوقت والمال والجهد والنفس.

تهنئة محمد بن راشد اللافتة للمواطنين والمقيمين على أرض الدولة الحبيبة باليوم الوطني، حملت الكثير من الرسائل وتضمنت العديد من المعاني الحيوية السامية، ليدرك بالفعل من فاته الإدراك بالقول، وجود التلاحم الصادق، وأن هناك قيادة مندمجة مع شعبها، يتبادلان الثقة، ويتشاركان المودة معا، وينظران إلى الغد بعين المراقب الأمين، وبروح التكاتف الواجب، وبيد البناء الراسخ، وأنه حين تتوفر تلك القيم يتحقق النمو والازدهار وتنجح التحديات.

في الذكرى الحادية والأربعين للاتحاد توثقت العروة المجيدة، وكشفت أن "البيت متوحد".

فابتهجت بيوت رفع عن كاهلها هم الديون، وشخصت عيون دامعة من الفرح مع ارتفاع راية الوطن خفاقة فوق سابع أعلى سارية، وجاءت رسالة القيادة النصية المهنئة لتغمر هذه الذكرى بوابل من السعادة والأمل، فتزداد مساحة التفاؤل، وتلهج الخوافق والنواظر مع كل قطرة مطر تزامنت مع الاحتفاء بالحدث، بأن يحفظ الله الوطن ويديم عليه نعمة الأمن والأمان.

في الثاني من ديسمبر انطلقت الدهشة الفارقة لتهنئة الفارس، واستقرت في المُهج فرحا عارما، وستبقى أمدا تلون الذكرى بألوان المجد الأربعة.

في يوم عرس الاتحاد الحادي والأربعين تعددت البشائر وتنوعت، فأشعلت مشاعر الولاء، وأعلت قيمة الوفاء، وتبارى الشعب لتجديد العهد، وترسيخ الانتماء لوحدة الوطن وصون روح الاتحاد.