"كنت أريدهم أن يقولوا: نريد أن نرتاح في دبي، وقد قالوها، لقد عملت من أجل ذلك".. محمد بن راشد آل مكتوم.
إنهم كذلك أصحاب الرؤى الواضحة يفعلون ما يقولون، ويحققون الأمنيات أقوالاً تصدقها الأفعال.
وكم هو جميل هذا الإعلان الذي يتزامن وفترة احتفالات الدولة السنوية باليوم الوطني المجيد. إن الإعلان عن إنشاء "مدينة محمد بن راشد" بتلك المواصفات المعلنة، خاصة تلك التي تراعي المعايير البيئية العالمية، لهو أمر يصعد بدبي من العالمية إلى الكونية.
نعم، لقد أصبحت الإمارات ودبي تحديدا، مقصدا أوليا لراغبي الفخامة في الشكل والعراقة في المضمون، وإن كان ذلك بهدف السياحة أو الطبابة أو العمل أو التسوق والترفيه، أو الإقامة، حيث إغراء الفخامة يجذب كثيرا من أصحاب المال وأرباب الأعمال.
ونقولها مع صاحب الرؤية والداعي إليها والمشجع والداعم الأول للابتكار والإنجاز، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد؛ إنهم لم يكونوا يجاملون أو يبالغون أولئك الذين يتمنون العيش في دبي من عرب وأجانب، وهم يصرِّحون على مسامعنا بأمنياتهم مباشرة بالعيش فيها والانتماء إليها، والأدلة على تلك الأمنيات المعلنة عديدة.
ففي مطار مدريد مثلا؛ هرع العامل الإفريقي البسيط ذو البزة البرتقالية، بعربتين كبيرتين وحجز مكانا بقرب حزام الحقائب المتحرك للرحلة القادمة من دبي.. ك
ان لا يجيد لغة الكلام بقدر ما يجيد لغة الإشارة، اهتم بنا لكون قدومنا من عاصمة التبضع الفردي والعائلي الراقي.. دبي، حيث اعتاد على نقل أمتعة القادمين منها، وعبر إنجليزيته المكسَّرة، شرح لنا مغتبطا عن دبي، التي لفظ اسمها بثقة، وأكد معرفته بموقعها، ووصف فخامتها وتنوع بضائعها الراقية.
كيف عرف ذلك عن دبي؟ قال: من أعداد الناس والأثرياء القادمين منها يوميا، وكم الحقائب الكبير التي يعودون بها ذات العلامات التجارية الشهيرة، حيث أقرأ في وجوههم وأنا أنقل أمتعتهم راحة وسعادة، وألتقط بعضا من أحاديثهم عن دبي وفخامتها.. مما جعله يتحدث بثقة عن رفاهية وفخامة وتميز دبي وهو لم يرها.
يحدث ذلك لأن هناك أناسا آمنوا بالجد والاجتهاد في العمل، وبذلوا من أجل إتمامه كما ينبغي له التمام.. الكثير من المال وكلفوا رجالا، يسابقون الزمن، ويثمنون الوقت لأنه حقا من ذهب.
فإن كانت شعوب العالم تتطلع إلى إماراتنا من قبل بعين واحدة فتنجذب إليها، بسبب جودة الخدمات ونقائها وتميز التسهيلات فيها؛ فإنها اليوم ستفتح عينيها على اتساعها لتحجز لها موطئ قدم.
فما زالت بلادنا شابة فتية براقة، تدهش السامع قبل الرائي، وما زالت تتمتع بعنفوان الرؤى الطموحة والإنجازات الفذة، لتكون مقصدا أوليا وأساسيا، فهي في ميدان المبادرات المتفردة سبّاقة، وفي ميدان التنافس منافِسة بجدارة غير مسبوقة.
ليس لأنها بدأت مما انتهى إليه الآخرون، بل لأنها آمنت بأن المستحيل علة المتخاذلين والاتكاليين، فاختارت العمل الجاد والاعتماد على النفس لقهر المُحال، فلم تبخل في تسخير الأموال، وتوظيف الرجال، وتذليل الصعاب، لتصنع الواقع وتحقق المستقبل. أفلا تصبح بذلك.. وبعد ذلك مدينة كونية!