إحياء الحلم الأميركي

ت + ت - الحجم الطبيعي

رغم أن اليوم الأول من مؤتمر الحزب الجمهوري الأميركي تعرقل بفعل الإعصار الذي لم يحدث، فإن سائر أيام الأسبوع مضت وفقاً للنص المخطط بعناية.

وهو ما فعله مؤتمر الحزب الديمقراطي، الذي عقد في شارلوت بولاية نورث كارولينا.

في الحالتين تلقى الخطابات، وتنطلق التصفيقات الحارة، وتهبط البالونات فيما تلوح أسرة مبتسمة ما من المنصة. ويصور كلا المؤتمرين حزبيهما على أنهما آلتان مستعدتان لإنتاج حلول لأزماتنا الكثيرة.

ولكن لا تخلطوا بين الاستعراضات والواقع، الذي يشمل 20 مليون أميركي يعانون من البطالة الكلية أو الجزئية، فيما تبقى الوظائف شاغرة لأن الباحثين عن عمل يفتقرون إلى ما يلزم من مهارات أو تدريب.

وفي حين أنه تصعب المبالغة في العواقب الإنسانية الوخيمة الكامنة وراء ذلك الرقم، فإن هناك خطراً حقيقياً يتمثل في أن التركيز حصرياً على ما لا يجدي نفعاً، يفوت على وسائل الإعلام فرصة تقدير ما يجدي نفعاً، بما في ذلك الفرص المتاحة، وروح الإبداع والبراعة والتعاطف، والمبادرة التي يستغلها الأميركيون لتوفير فرص عمل جديدة.

وخلال فترة انعقاد المؤتمرين في تامبا وشارلوت، سمعنا الكثير عما ينوي كل حزب القيام به لإيجاد فرص عمل جديدة، ولكن من الواضح أنك لو وقفت على أي جانبي الممر، فإنك لن تتوقع خروج أي حل سحري من واشنطن عما قريب.

وقال لي جون بريدجلاند، الرئيس التنفيذي لشركة السياسات العامة "سيفيك إنتربرايزز": "إننا بحاجة إلى مساعدة الجميع، وهناك خطوات ملموسة يستطيع القطاع الخاص، الذي تغذيه روح المبادرة لدى الشعب الأميركي، أن يتخذها في الوقت الراهن للمساعدة في تحفيز المزيد من التقدم".

وللاستفادة من روح "مساعدة الجميع" تلك، ومن فائض المرونة والإبداع الذي يتمتع به الأميركيون، فإننا بحاجة إلى تغيير السيناريو.

وللقيام بذلك تحديداً، استضافت مؤسسة "هافينغتون بوست" حلقة نقاش في كل مؤتمر، ركزت على الأشخاص الذين يوجدون فرص عمل جديدة في الوقت الحالي، وعلى الطرق التي يمكننا من خلالها توسيع نطاق ما يجدي نفعاً لتحقيق ذلك النوع من التغيير الذي نحتاجه، لإنهاء الأزمة والتطلع لمستقبل أفضل.

وقد تحرك "أعظم جيل" أميركي انطلاقاً من روح التعاون والتضحية المشتركة، لتحويل أميركا إلى دولة أقوى وأفضل، فعمل الأميركيون يداً بيد لتثقيف القوى العاملة، وبناء المحرك الاقتصادي الذي أنشأ الطبقة الوسطى الأميركية. وفي إطار مواجهتهم لمستقبل غامض، استدعى الأميركيون روح التفاؤل والإبداع والمرونة.

وإلى جانب حلقتينا النقاشيتين، استضفنا معرضاً للوظائف جمع رجال أعمال من جميع الفئات، لتسليط الضوء على الطرق التي يقومون من خلالها بإيجاد فرص العمل وتوفير التدريب للقوة العاملة الأميركية.

إننا نستطيع إحياء الحلم الأميركي، ولكننا للقيام بذلك، سنحتاج إلى استدعاء الروح الأميركية. وفي حين أننا لن نبرئ الحكومة أو قادتنا الوطنيين المجتمعين في تامبا وشارلوت من المسؤولية، فإنه لا يسعنا أن نكتفي بالتفرج والانتظار إلى أن يتحركوا.

ومن خلال تسليط الضوء على ما يجدي نفعاً، فإننا نأمل أن نغير السيناريو من الرضوخ للمحتوم المنتمي لأزمة الوظائف، إلى الإبداع والمرونة اللذين طالما حددا هوية بلادنا.

Email