الكل يبحث عن الحقيقة أو على أقل تقدير يبحث عن الطريق الموصل لها والذي عادة ما يكتنفه ضباب الغموض والتردد الإنساني والحيرة واختلاف الآراء والمعتقدات وزوايا الرؤية والتأثيرات الخارجية..!
يقول رالف والدو امرسون وأقول معه: «يكشف الخيال ما تخفيه الحقيقة».
فإذاً جل ما علينا أن نتخيل، والخيال ما هو إلا هاتف داخلي يهتف إلى كل الصور والمعلومات المختزلة في العقل البشري على مر سنين منتجة أفكاراً جديدة ورؤى إبداعية فالعالم البرت اينشتاين يقول إن الخيال أهم من المعرفة، ولهذا ارتأيت أن أكتب عن ذرة الغبار التي اكتشفها الفيل ذو العينين الزرقاوين في فيلم الكرتون Horton hears who..!?)
حينما سمع الفيل على حين غرة صرخة استنجاد اكتشف بواسع خياله أنها آتية من داخل ذرة غبار أرساها الهواء على طرف خرطومه، وأصبحت شغله الشاغل هو ومحاولة اكتشاف المجتمع الميكروسكوبي الذي بداخلها للإثبات أنه لم يفقد عقله بعدما اتهمه جميع من في الغابة بذلك..
يفوز الفيل هورتون في آخر القصة بإثبات أن هناك عالماً آخر بكل التفاصيل الدقيقة، وحياة لكائنات مختلفة عن عالم الإنسان والحيوان تمارس حياتها وأنشطتها بشكل يضمن لها استمراريتها في داخل ذرة الغبار..
ومن المفارقات الطريفة أن الكائنات الساكنة في هذا المجتمع الميكروسكوبي تجهل وتنكر وجود عوالم أخرى غيرها!
أؤمن أن المتعمق في عالمه ينكر أو يثبت عالم الآخر (بعمق)..
ولنا في واقعنا بالغ الأثر على ذلك حينما راود عالم الموجات الكهربائية المغناطيسية ومخترع الراديو «غوليلمو ماركوني» وهو أول رجل أرسل واستقبل بنجاح الإشارات الإشعاعية على مختلف المسافات. خيال لوسيلة إرسال الرسائل دونما أسلاك أو ساعي بريد أو حتى حمام زاجل، فما كان من أبناء عمومته سوى إدخاله مستشفى المجانين.
ذهب السنابل: (غالباً ما يحملنا الخيال إلى عوالم وهمية ولكن لا يسعنا بغير الخيال أن نذهب إلى أي مكان) كارل ساجان.