أوباما و»من الأكثر رجولة«

ت + ت - الحجم الطبيعي

شهد يوم الأربعاء 2 مايو ذكرى سنوية مهمة، وهي ذكرى مقتل أسامة بن لادن في باكستان.

واحتفل الرئيس الأميركي باراك أوباما بهذه المناسبة من خلال الجلوس، من بين أمور أخرى، لإجراء مقابلة حصرية مع براين وليامز في غرفة الأوضاع في البيت الأبيض، التي وصفتها محطة «إن بي سي» بـ«الجزء الأكثر سرية وأمناً» من المبنى الرئاسي.ولدى الإدارة الأميركية كل الحق في الاحتفال، وكذلك الأمر بالنسبة للشعب الأميركي. غير أن الأمر الأقل جدارة بالثناء، هو طريقة الاحتفال الأخرى التي اتبعتها الإدارة، حين نشرت إعلاناً هجومياً يتساءل عما إذا كان ميت رومني سيتخذ القرار نفسه لو كان في مكان أوباما.

وفي ذلك الإعلان، بعد أن يمجد الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون إعطاء الضوء الأخضر لعملية تنطوي على مخاطر كبرى، يظهر على الشاشة السؤال القائل: «ما المسار الذي كان ميت رومني سيسلكه؟». وفي الواقع، فإن خط الهجوم هذا، الذي يشير إلى أن افتقار خصم ما إلى الوطنية والرجولة يجعل منه تهديداً للأمن القومي، وبالتالي غير مؤهل للرئاسة، يعتبر «دنيئاً» بوضوح، وله، مع الأسف، تاريخ طويل وقبيح في بلادنا.

ففي عام 2008، رأينا ذلك في إعلان «اتصال الثالثة صباحاً» الذي استخدمته هيلاري كلينتون ضد أوباما في معركتهما التمهيدية. وفي مثال مشين من عام 2002، أي بعد هجمات 11 سبتمبر بعام واحد فقط، شكك ساكسبي تشامبليس في شجاعة السيناتور السابق ماكس كليلاند، من خلال وضع صور لكليلاند إلى جانب صور لابن لادن، ملقياً بظلال الريبة على «شجاعته في القيادة». ويمكن للمرء أن يتصور أن فقدان كليلاند لثلاثة من أطرافه في حرب فيتنام قد يجعله بمنأى عن مثل هذه الهجمات، إلا أن ذلك غير صحيح.

 وأنا لا أقول هذا بسبب تطلع الجميع إلى وجود مكان للكياسة واللياقة في حملاتنا السياسية (على الرغم من أن ذلك التطلع حقيقي)، ولكن لأسباب أكثر جدية، إذ إن إدخال هذه الفكرة الكرتونية عن الرجولة وتقبلها كواحدة من قيم القيادة السياسية، كان لهما تأثير ضار في قرارات قادتنا. وهذا يذكرني بمقطع هزلي عرض في برنامج «ليلة السبت بالبث المباشر»، ولعب فيه بيل موراي دور مقدم لبرنامج مسابقات بعنوان «من الأكثر رجولة؟». ويعد هذا البرنامج مضحكاً باعتباره مقطعاً هزلياً، أكثر من كونه أساساً منطقياً لكيفية اختيارنا لرؤسائنا.

وهل يشك أي منا في أن خوف المسؤولين من أن يتهموا بالضعف في إعلان هجومي مستقبلي، لعب دوراً في عملية التصويت غير المتوازنة في الكونغرس عام 2002، والتي أجازت الحرب الكارثية في العراق؟ ويصعب ألا نتساءل عما إذا كان عامل «من الأكثر رجولة؟» لعب دوراً في قرار الرئيس أوباما بتصعيد الحرب في أفغانستان، التي حصدت 138 جندياً من قوات التحالف خلال العام الجاري وحده.

لقد اتخذ الرئيس أوباما القرار الصائب حين أرسل مشاة البحرية إلى باكستان، وكان قراره ينطوي على مخاطر سياسية كبيرة. ولكن حقيقة أنه اتخذ القرار الصعب وحقق نجاحاً، هي بالضبط ما كان ينبغي أن يدفعه إلى رفض إكمال دورة «من الأكثر رجولة؟» المدمرة.

 

Email