أميركا وأُسَر العسكريين

ت + ت - الحجم الطبيعي

قبل عام، أعلنت ميشيل أوباما وجيل بايدن عن «توحيد القوى»، وهو برنامج لإيجاد وظائف في القطاع الخاص لقدامى المحاربين العائدين من العراق وأفغانستان. وفي ذلك الوقت، قالت سيدة أميركا الأولى إن الوقت قد حان لأن «نعزز وطنية أمتنا من خلال حث جميع الأميركيين على التحرك، والتأكد من حصول أسر العسكريين على الدعم الذي تستحقه».

وبعد مرور عام، لا تزال هناك حاجة إلى التحرك. ولذلك السبب، واحتفالاً بالذكرى السنوية الأولى لبرنامج «توحيد القوى»، فقد أطلق موقع «هافبوست» أسبوع أسر العسكريين من أجل تكريم عائلات الجنود الأميركيين، وتسليط الضوء على تضحياتها، والعمل على ربطها بموارد العمالة.

وعمدت السيدة الأولى إلى مشاركة قصتها الشخصية عن اللحظة التي جعلتها تدرك أنها تريد مساعدة أسر العسكريين، فقالت: «لقد سمعت قصصاً كثيرة عن القوة والنعمة، عن التضحية والخدمة التي توضح ما يعنيه حقاً أن يكون المرء فرداً من عائلة عسكرية.

لقد التقيت بأزواج وازنوا بين مطالب عملهم، والتزاماتهم العائلية والمجتمعية، في الوقت الذي كان أحباؤهم يبعدون عنهم آلاف الأميال من أجل خدمة بلادنا. والتقيت بأبناء جنود كانوا ينتقلون من مدرسة إلى أخرى كل بضع سنوات، وبدوا وكأنهم كانوا يكبرون بصورة أسرع بعض الشيء عندما تم انتشار آبائهم أو أمهاتهم».

ولطالما كرست السيدات الأول في أميركا، قدراً كبيراً من الجهد والوقت لأسر العسكريين المحتاجة، من إليانور روزفلت، إلى فلورنس هاردينغ التي كانت تدافع عن حقوق قدامى المحاربين العائدين من الحرب العالمية الأولى. وتعتبر تلك الحاجة ملحة بشكل خاص في الوقت الحالي، كما تؤكد لنا قصص الجنود وأحباؤهم.

وعمدت بيانكا سترزالكوسكي، وهي زوجة لجندي أميركي، إلى لفت الانتباه لجانب من الحياة العسكرية قلما تتم مناقشته، وهو النضال الذي غالباً ما يخوضه الأزواج العسكريون في سبيل استكمال تعليمهم. وكتبت تقول: «إنه لأمر شائع بين أزواج أفراد القوات المسلحة الأميركية، أن يعدلوا أشرعتهم مراراً فيما يقومون بالإبحار في حياتهم العسكرية.

ومع ذلك، ولحسن الحظ، فإننا نتقاسم سمة مشتركة: المثابرة». أما تريسي سكارمان، التي تم نشر زوجها في العراق عام 2003، فقد كتبت تقول: «إنني أعرف ما تعنيه رؤية طفلتي تفوز في أول مسابقة للسباحة أو ترقص على خشبة المسرح للمرة الأولى، أو تضحك للمرة الأولى، ولا أعرف ما يعنيه ألا أكون قادرة على فعل ذلك».

ويستكشف كتاب «ما يعنيه الذهاب إلى الحرب»، من تأليف كارل مارلانتس، الذي حارب سابقاً في فيتنام، التكاليف الروحية والنفسية للحرب بالنسبة للجميع، بمن فيهم الجنود وعائلاتهم، والمجتمع ككل.

واقترح مارلانتس أن تقال الكلمات التالية على قبور الأعداء كطقس من طقوس التسامح: «فلتحل الرحمة على هؤلاء الأموات، أعدائنا السابقين، الذين قاموا بدورهم، وأرسلوا لمحاربتنا من قبل القوى التي أرسلتنا لمحاربتهم. ولتحل البركة على أولئك منا الذين يعيشون، الذين لم يقوموا بدورهم بعد، ولا يعلمون كيف ينبغي أن يقوموا به».

تعيش أميركا حالة حرب منذ أكثر من عقد من الزمن، الأمر الذي يعمق مسؤوليتنا تجاه جنودنا من الرجال والنساء. ولا يتحمل عبء القتال والتضحية سوى القليل من مواطنينا، الذين فعلوا ذلك طوعاً، وقد أصبح من السهل جداً، منذ فترة طويلة جداً، أن نتجاهل نضالاتهم، كما أصبح من الأسهل أن ننسى الصعوبات التي تعاني منها الأسر التي يخلفونها وراءهم. لذا فإننا في الوقت الذي نكرم أولئك الذين يخدمون بلادنا، وأولئك الذين يحبونهم، دعونا نعمل بنصيحة جيل بايدن، التي دعتنا جميعاً إلى تحويل «امتناننا إلى واقع ملموس».

Email