أميركا ورعاية عائلات العسكريين

ت + ت - الحجم الطبيعي

في خلال أقل من عام من إعفاء الرئيس الأميركي باراك أوباما له من القيادة في أفغانستان، أعلن البيت الأبيض أخيراً أن الجنرال ستانلي ماكريستال سيساعد في الإشراف على مبادرة جديدة ترمي إلى إلقاء الضوء على تضحيات عائلات العسكريين الأميركيين، والخطوات العملية لمساعدتهم.

 

. وتحت مسمى «ضم القوى»، تم الإعلان رسمياً عن البرنامج أخيراً من قبل قرينة الرئيس ميشيل أوباما و«بايدن جيل»، التي تعرض زوجها للسخرية من ماكريستال بالقول: «من هذا؟». يأمل برنامج «ضم القوى» أن يلهم الشركات والمجموعات غير الربحية والمجتمعات الدينية لبذل جهد إضافي عندما يتعلق الأمر بمساعدة عائلات العسكريين.

 

إن أميركا بلد خاض حرباً لمدة تصل إلى حوالي عقد من الزمان، وهي مدة أطول من أي وقت مضى في تاريخنا. ولكن نظراً لأن القتال يتم على يد نسبة صغيرة من مواطنينا، وجميعهم متطوعون، فإنه كان من اليسير إبعاد معاناتهم عنا. كما أنه من الأسهل أن ننسى الصعوبات التي تعاني منها العائلات التي يتركونها وراءهم.

 

لهذا السبب قمنا أخيراً بتنظيم أسبوع أسر العسكريين. والهدف هو تكريم عائلات عسكريينا، وأن نذكر بعضنا البعض بتضحياتهم، ونوفر لهم موارد التوظيف وأن نتيح للقراء التعرف على الطرق المختلفة التي يمكن أن يساعدوا بها.

 

بالإضافة إلى المصاعب الكامنة التي تواجهها عائلات العسكريين، فإن اقتصاداً متعثراً وسوق عمل يعاني للغاية من صعوبات يشكلان تحديات خاصة لزوجات جنودنا. وكما أشار «ديفيد وود» على موقع «هفبوست»، فإن أسرة العسكريين متوسطة الحال تنتقل كل عامين، .

 

وفي كثير من الأحيان تتسم أسواق العمل حول القواعد العسكرية بالضعف وحتى لو استطعت العثور على عمل، فإنه صعب الاحتفاظ بوظيفة بدوام كامل عندما تعول أسرة بنفسك. ولهذا السبب يعتبر معدل البطالة بالنسبة لأقارب العسكريين أعلى بكثير مما هو عليه بالنسبة للنساء في أسر المدنيين..»

 

وللمساعدة في تخفيف هذا التحدي، فإن قسم الوظائف في «أميركا أون لاين» يقوم بنشر عدد من الأخبار التي تركز على مساعدة قدامى المحاربين وعائلات العسكريين في العثور على فرص عمل. كذلك يقدم القسم التوجيه المهني والمعلومات عن برامج الاعتماد، .

 

والعودة إلى المدرسة، وأرباب العمل لقدامى المحاربين، وتسهيل عملية التحول من الخدمة العسكرية إلى سوق العمل المدنية. تضم الأقسام الأخرى تغطية للقضايا التي تؤثر على عائلات العسكريين .

 

. فعلى سبيل المثال لا الحصر، يبدو هذا الأثر جلياً في محنة قدامى المحاربين من السيدات اللواتي لا يجدن مأوى، والمشاركات من مدونات قدامى المحاربين والمدافعين عنهم، يستكشف قسم التعليم التحديات المحددة التي يواجهها أطفال الجنود، يهتم قسم أصوات السود بالمشاركات التي ترسلها مختلف أفرع سلاح الطيارين من مدينة «توسكيجي»، ويستكشف قسم الطلاق الأسباب الكامنة وراء ارتفاع معدلات الطلاق بين زوجات العسكريين.

 

والأهم من ذلك، فإننا نشجع كل من يقرأ هذه الأخبار على اتخاذ إجراء والانخراط. على مدار أيام الأسبوع، نقوم بتسليط الضوء على المنظمات والمؤسسات غير الربحية والتي تسهل رد القليل لأولئك الذين ضحوا كثيراً من أجلنا، بما في ذلك مؤسسات مثل «أميركا التحدي» و«هواتف محمولة من أجل الجنود» و«فيشر هاوس» و«أوبريشن هومفرونت» و«سولجرز إنجلز» و«آي إيه في إيه» و«يو إس أو» و«هاير هيروز يو إس إيه» و«وندد وارير بروجيكت»..

 

وكما قالت سيدة أميركا الأولى في حفل تكريم «طفل العسكريين للعام»: إن رسالتنا واضحة، وهي أن كل أميركي لديه القدرة والالتزام، بأن يرد الجميل لعائلات عسكريينا»..

 

إن تنحية البيت الأبيض والجنرال ماكريستال الخلافات جانباً، والتعاون سوياً باسم أسر العسكريين يرسل رسالة واضحة وقوية، مفادها أن رعاية هذه الأسر يجب أن تكون الشغل الشاغل لنا جميعا. وكما وصف ذلك ماكريستال، «الأمر يتعلق برعاية شعبنا.»

أريانا هافنغتون

Email