دائماً ما أدخل في مناقشات حادة مع البعض عن تصرفات بعض الدول في مجال الحريات وحقوق الإنسان، فأسميها أنا فنوناً في التسويق والعلاقات العامة، ويسميها البعض «بروباغاندا سياسية فارغة».

وآخر الأمثلة ما قامت وتقوم به كندا في قضية اللاجئين السوريين، وسواءً اتفقنا على الأسباب التي دفعت رئيس الوزراء الشاب جاستن ترودو لاستقبالهم، والأجندة التي تقف وراء ذلك، إلا أننا يجب أن نعترف جميعاً أنه نجح باقتدار ومع مرتبة الشرف في تسويق حكومته على أنها الحكومة الإنسانية المبادرة لمراعاة حقوق الإنسان عالمياً. هنا لا أرغب الدخول في مناقشات سياسية أو أيديولوجية.

هدفي من هذه الكلمات أن أبرز الجهود الكبيرة التي يبذلها فريق التسويق والعلاقات العامة وراء ترودو، بدءاً بالخطابات الملحمية، مروراً بتواجده شخصياً في المطار لاستقبال اللاجئين والتقاط صور السيلفي مع الأطفال والعلم الكندي، انتهاءً بحضوره اللافت في أوبريت «طلع البدر علينا»، التي قام بإنشادها أكثر من 50 طفلاً كندياً من مختلف الأعراق والألوان والأديان.

كل هذه الأمور والخطوات أوصلت العالم، بما فيه عالمنا العربي، إلى احترام ترودو والنظر إليه على أنه البطل الذي ينقذ حياة السوريين، مع العلم أن كندا لم تستقبل إلا طائرة واحدة فقط لا تضم أكثر من 250 لاجئاً، وأن الخطة الكندية تشمل استقبال 2500 لاجئ خلال العام الجاري والمقبل.

 الحال ذاته ينطبق على ألمانيا، التي لا يتعدى عدد اللاجئين فيها عشرات الآلاف، فيما نرى ملايين اللاجئين في الأردن.

خلاصة القول.. التسويق فنٌ من أجاده نجح حتى قبل أن ينجح.. ومن فشل فيه خسر حتى قبل أن يخسر.