خارج السياق
رفض المتاريس في وجه الإبداع لا يعني فتح الأفق أمام الجميع. الجودة مع النوع وضد الكم. في تظاهرة معرض الكتاب بالشارقة تحولت حفلات توقيع المؤلفين إلى ظاهرة تستوجب الفحص والتأمل لا أقول المحاكمة.
عدد الموقعين يفوق التوقع استناداً إلى معايير التأليف وشروط السوق. ربما تغلَّب انفلات الصناعة على المعايير والشروط. الطباعة أضحت ميسورة. الأفق أصبح مفتوحاً أمام أجيال من الكتاب تتباين أعمارهم بينما لا تختلف تجاربهم وأشكال الكتابة عندهم وربما حتى المضامين.
أكثر الموقعين جاءوا بباكورة أعمالهم. مؤلفون جاءوا من وراء المجهول يوقعون تحت الأضواء المرتَّبة من قبل إدارة المعرض أعمالاً طازجة.
معظم هذه الأعمال خارجة عن أنساق التأليف المألوفة الموقرة من رواية، شعر، سيرة أو دراسات. الغالب في الأعمال قيد التوقيع السباحة خارج هذه الأنساق إلى فضاء الانطباعات العاطفية الهشة على نحو يصعب تأطير المنتج بين يديك.
معظم الكتب الموقعة تتأثر أو تتشابك مع الكتابة في الفضاء الافتراضي. بعضها ليس أكثر من تجميع لخواطر متناثرة على وسائط التواصل الاجتماعي جرى إعادة إنتاجها على الورق.
من حق القيّمين على معرض الكتاب فتح الأبواب أمام الإبداع والمبدعين الجدد. من حق زوار المعرض العثور على نفائس تشكل حصاداً ثراً.
معرض الشارقة فرض ذاته على خارطة صناعة الكتاب على نحو يؤهله لتخصيص منصات التوقيع لأسماء معروفة أو واعدة وفق شروط الكتابة وليس حسب تسهيلات الطباعة.