فاطمة وعائشة!

ت + ت - الحجم الطبيعي

يوماً بعد يوم، تسمع أسماء ميلشيات القتل في العالم العربي، ُتعنوّن نفسها بأسماء كريمة، فهذه مجموعة عائشة، وتلك كتيبة فاطمة، وبينهما عشرات المجموعات، التي تتسمى بأسماء عزيزة علينا.

بأي حق يتم الزج بهذه الأسماء في صراعات دموية، وتصنيع رابط بين كل هذا الموت المجاني في العالم العربي، بهذه الأسماء، التي لها قدرها عند كل عربي ومسلم، وقد رحلت منذ ألف عام وأكثر، ُمكرّمة عند ربها، لكن يتم إحياء ذكرها، على يد مجموعات، تظن أنها تتقرب إلى الله بهذا القتل المجاني، وتزيد الطين دموية، حين تتزين بأسماء شريفة، ليس لها علاقة أساساً بكل ما يفعله بعضنا هذه الأيام.

أمر محزن حقاً، ولو تأملنا أسماء كل الجماعات التي تقاتل في دول كثيرة، لرأينا أغلبها بحث عن اسم شريف، واختبأ خلفه، مانحاً نفسه قداسة ومكانة وعنواناً، يستمد قيمته من الاسم الذي يعنون حاله فيه، وهو فعلياً يعنون كل أفعاله وجرائمه، ويريد نسبها، من حيث يعلم أو لا يعلم، إلى هذه الأسماء الكريمة.

لا سلطة على هؤلاء تمنعهم في سوريا والعراق ودول أخرى، من هذه السرقة غير الأخلاقية، وزج الإسلام في تأويلات واجتهادات، تنال من الموروث، ومن الأسماء التي نحبها جميعاً، فالمسلم الحق، يقدر السيدة عائشة رضي الله عنها، زوج النبي، كرامة للنبي ذاته وبيته، ولا يسمح لنفسه بسرقة الاسم، وتوظيفه في جرائمه، والأمر ذاته ينطبق على السيدة فاطمة رضي الله عنها، التي لها قدرها ومكانتها، ولا يمكن إلا أن تهلع قلوبنا حين نرى اسمها الكريم، عنواناً لمجموعة تنتسب للدين زوراً، وتريد تخليق رابط بين جرائمها وهذا الاسم العزيز.

ما من جريمة مثل توظيف أسماء الصحابة وآل البيت والخلفاء في كل هذه الجرائم التي نراها، فما علاقة كل هؤلاء، بكل هذه الدموية؟!.

 

Email