جميلة أم جذابة؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

ثمة نساء يتفق الناس على أنهن جميلات، ما فيهن كلام. وإذا حاولنا أن نسأل لماذا؟ قالوا: يا أخي أنثى حقيقية..

وما بال الأخريات؟.

في الحقيقة الناس يخلطون دائماً بين الجميلة والجذابة، بل سنذهب أكثر من ذلك إلى الزعم بأن الجمال نفسه مطلق، مثل العدل والسعادة، وليس نسبياً كما يشاع، لأنه يقاس، بمعايير مصطلح عليها، وإلا فكيف تتواضع آراء لجنة اختيار ملكات الجمال؟ إذاً فالجمال خاضع لمعايير ضبط الجودة، ولكن الجاذبية هي النسبية، فما يستميلني قد لا يهزّ شعرة في غيري.

الجميلة ربما تبهرك، دون أن تعنيك شخصياً ومن الأعماق، فهي حلوة كالورود والعصافير، شيء تصفق له فحسب، وبعد ذلك تمضي في حال سبيلك وتنساه.

النساء يذهبن إلى مراكز الزينة، من حقهن أن يستعملن الكريمات والاكسسوارات والتصفيفات وجراحة التجميل، ولكن الجذب شيء آخر تماماً، بلا مراكز، وبلا ضمانات. لأن شروطه مختلفة ومرتبطة بالمكون النفسي والحالة المزاجية للمجذوب وليس الجاذب، إنه نسبي.

لفت الاهتمام وشد نياط القلوب قد يحدث بقليل من الحسن، وكثير من الموهبة المتعلقة بالحضور الفطري وإدارة الذات وطريقة الكلام حتى ولو بلغة العيون. أحدهم قال لي: الهدوء والأناقة والرقة في الأداء و«الروح» بالذات، تلك التي لا تشترى بالذهب، هي وسائل الجاذبية.

وإذا حازت امرأة أسباب الجمال، قاطبة، بدون هذه الجاذبية، فإنها (معليش)، تقضي عمرها بين المرايا، مستغربة من هكذا رجال، وهكذا زمان ونصيب.

الجمال هو تناغم عناصر متنوعة تشترك في تكوين الحسن، بمعنى أنه إيقاع منتظم، لعناصر تشكيل المخلوق الجميل. بينما الجاذبية إيقاع يتأجج داخل الطرف المتأثر والمتيم بالمخلوق الجذاب.

سيدتي، سيدتي،.. الجاذبية شيء، والإثارة شيء آخر، انتبهي؟.

Email