لا.. لم تسجد!

ت + ت - الحجم الطبيعي

رحم الله الذين رحلوا في الحرم المكي إثر حادثة الرافعة، والحوادث تقع في كل أرجاء الدنيا.

تلمس وراء تفسيرات الحادثة، ذهنية بدائية، فبعضنا يقول إن الرافعة خرت ساجدة لله شوقاً، ويثير التفسير الغضب، فكيف تسجد الرافعة أساساً، ولا تجد في سجودها إلا الحجاج لتقتلهم تعبيراً عن شوقها الدموي لله، وهل يمكن أن نعتبر بقية الرافعات التي لم تسجد مشركة أم كافرة أم مندسة على ملتنا؟!.

غيره يقول إن الرافعة لو تم سؤالها ونطقت لقالت إنها مأمورة من الله، ويتناسى البعض أن الفرق بين التسليم لأمر الله والقضاء والقدر، واتهامه بأي حادث، فرق كبير، فلا داعي أبداً لهذا التورط ونسب أي دموية إلى الله عز وجل، فالإنسان يخطئ، والخطأ منسوب للبشر، ولا يأتي من الله إلا الخير فقط، ونسب الأخطاء البشرية إلى رب العالمين، جريمة كبيرة.

ما من شيء يخر ساقطاً في عالم العرب، سوى العقل، الذي ينحدر نحو بحيرات الجهل، فيما الله أجل من أن ننسب إليه جهلنا وأخطاءنا وبشاعاتنا.

Email