بيت المسيحية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لولا أن الإسلام الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، كان قائماً على العدل والتسامح وصيانة حياة الناس، وكرامتهم، أياً كانت اتجاهاتهم، لما رأيناه ساد ثلاثة أرباع الدنيا.

معنى الكلام أن النسخ التي تتم طباعتها وتزويرها وتداولها من الإسلام، بيد المتطرفين التكفيريين، نسخ غير إنسانية، ولو كانت هذه النسخ بكل اتكاءاتها، صحيحة، لما دخل في الإسلام ألف شخص، عند إطلالة هذا الدين العظيم.

يحكى أنه في زمن سيدنا عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، شكت إليه امرأة مسيحية مصرية عمرو بن العاص، والي مصر آنذاك، بأنه أدخل عنوة دارها في مسجد تمت إقامته إلى جانب دارها، حيث سأل واليه في مصر عن ذلك؛ فرد عليه قائلاً إن المسلمين كثروا وأصبح المسجد يضيق بهم، وفي جواره دار هذه المرأة، وقد عرض عليها عمرو بن العاص ثمن دارها وبالغ في الثمن فلم ترض أن تتنازل عن دارها لأجل ضمها للمسجد، ما اضطر عمرو إلى هدم دارها عنوة، وإدخالها في المسجد، ووضع قيمة الدار في بيت المال لتأخذها متى شاءت، وإذا شاءت أيضاً.

سيدنا عمر بن الخطاب لم يرض بذلك، وأمر عمرو بن العاص أن يهدم البناء الجديد من المسجد، ويعيد إلى المرأة المسيحية دارها كما كانت، وهذا ما حدث فعلاً.

هذا هو الإسلام الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، عدل وتسامح وإحسان للخليقة، ولولا هذه السمات، لما انتشر في كل مكان، ويكفينا هذه الأيام ما نراه من دور سيئ للمتطرفين في كل مكان، حين يقدمون نسخاً دموية عن ديننا، يراد عبرها فض الأمم عن الإسلام، وتشويه سمعتنا، وتنفير الراغبين بدخوله، بل والتسبب في موجات ردة عند ضعاف النفس بين بعض المسلمين، وعلينا هنا، أن نعود إلى موروثنا الجميل، فنقرأ فيه آلاف الحكايات عن هذه الروح المتسامحة الطيبة، لنتسلح بها في وجه هذا العدوان.

Email