ليس حلماً

ت + ت - الحجم الطبيعي

يحكى أن سيدة تصدقت على بيت أيتام، ولم تكن تعرف البيت، بل سمعت عن العائلة، من شخص تثق به، فاتصلت بأم الأيتام طالبة أن تأتيها لتقدم لها مالاً.

جاءت أم الأيتام إلى المتصدقة الكريمة، التي لم تذهب لسبب صحي إلى بيت الأيتام، إذ إنها مصابة بالروماتيزم، يومها، فأكرمت أم الأيتام بالمال وأوصتها أن تبقى على صلة بها، فتأتيها كل فترة، لتقدم لها مساعدة مالية.

ذات ليلة، ترى المتصدقة في منامها أن ثورين اثنين يلاحقانها، وهي هلعة، فتفر منهما في المنام، ذعراً، حتى تجد أمامها لؤلؤة كبيرة الحجم، فتنفتح بوابة في اللؤلؤة، وتختبئ السيدة في جوف اللؤلؤة، ويفر الثوران بعيداً عنها، بعد أن نجاها الله من هياجهما.

بعد يومين، أو أكثر قليلاً، تقرر السيدة أن تزور أهلها، وهم قرب بيتها، فتذهب مشياً على الأقدام، وقد تعافت قليلاً من آلام الروماتيزم، وإذ تسير، تسمع صوت سيارة تسير خلفها، فإذا بشابين تقدح عيونهما الحمراء شرراً، يراقبانها، فتزيد من سرعتها، ويزيدان من سرعة السيارة، وتسمعهما وهما يقولان لبعضهما أن يسرعا بخطفها وسحبها إلى داخل السيارة، فتزيد من سرعتها وتركض بقوة، برغم آلام الروماتيزم، والدموع تبلل وجهها خوفاً في ذاك الشارع.

اضطرت أن تدخل بيتاً لا تعرف أصحابه كان مشرع الباب، خوفاً منهما، وإذ دخلت اشتد قلقها، لأنها لا تعرف أصحاب البيت، وقد خشيت أيضاً أن يكونوا شباباً مما سيزيد من هلعها في هذا الظرف، وكانت المفاجأة أن سيدة أطلت من داخل البيت لتستكشف الضيف المفاجئ، فإذا بصاحبة البيت هي ذاتها أم الأيتام.

يا لها من عبرة عظيمة، فالمعروف لا يضيع، والذي يقول لك اعمل معروفاً وارمه في البحر، يسيء الأدب، لأن المعروف لا يضيع عند ربك ورب البحر أيضاً، والمعروف تضعه في يد الكريم، ولا ترميه براً ولا بحراً ولا جواً أيضاً!.

Email