حرب أجيال!

ت + ت - الحجم الطبيعي

وفق المنطق الفيزيائي «لكل فعل رد فعل مواز» نستوعب مؤشرات تدفق شبان غربيين إلى فضاء داعش الجغرافي. القادمون الجدد لا يضيفون وقوداً إلى الإرهابيين بل يشكلون طوقاً لمحاصرة التطرف وصب الماء على ناره في مكمنه.

هؤلاء يكسون مهمتهم واجب التصدي للإرهاب في معقلهم دفاعاً عن أمن مواطنهم ومواطنيهم في بلدانهم. الطلائع الهابطة في الفضاء السوري ـ العراقي قادمة من مدارات غربية متباينة.

إذا كان الداعشيون القادمون من المدارات المتنوعة برروا اندفاعهم ـ بمسوغات دينية فإن القادمين الجدد يمنحون توجهاتهم مسوحات إنسانية. ربما يتشعب الجدل حينما نحاول الفرز بين الديني والإنساني لكن لا سبيل للخلاف على تصنيف الخير والشر.

كما استقطبت تجربة الداعشيين مقاتلين من أنحاء المعمورة فإن تجربة القادمين الجدد ستجذب حتماً مناصرين من بقاع العالم. المغامرة تشكل إغراء عابراً للحدود.

ربما يكشف المؤشر الجديد ملمحاً من الاستراتيجية الأميركية تجاه داعش. عوضاً عن الزج بجنود على أرض المعركة يأتي مقاتلون مدنيون في أزياء عسكرية إلى ميدان القتال.

من الزاوية نفسها نقارب وصف الجنرال مارتن ديمسي رئيس الأركان الأميركي مواجهة داعش بأنها «حرب أجيال» الرجل يعلم بحكم موقعه أكثر من غيره. مقولة الجنرال تعني مواجهة أجيال على مدى أجيال. إن صدقت رؤية الجنرال فلا أحد يدرك المدى الزماني والمكاني للحرب.

عندما يكون الرهان الوحيد على الداء للدواء فليس ثمة ضمان للشفاء. مع استشراء الفوضى ووقودها فما من مكان ينأى بنفسه عن ألسنة اللهب. الأسئلة العالقة فوق رؤوسنا عن أقطار بذاتها تحسب نفسها بعيدة عن الفوضى سيطالها العنف أو العنف المضاد حتماً وفق المنطق الفيزيائي الحاكم.

 

 

Email