مختصر الفيصل

ت + ت - الحجم الطبيعي

في سيرة سعود الفيصل «كرنولوجي» تاريخنا المعاصر. الراحل لم يكن شاهداً بل معارضاً رافضاً عاملاً دؤوباً لاحتواء أزماتنا وإطفاء حرائقنا. الرصد يبدأ من اشتعال الحرب اللبنانية مروراً بالعراقية انتهاءً بالليبية واليمنية.

كذلك كان في كل متون الصراع العربي الإسرائيلي بدءاً من النضال من أجل الأرض إلى الاقتتال الفلسطيني الفلسطيني على السلطة. كما كان فاعلاً في امتصاص الصدمات من تداعيات تصفية السادات إلى اغتيال الحريري.

في رصيد الأمير مواقف منافحة ضد الاجتياح الإسرائيلي للبنان واجتياح صدام للكويت. من مواقفه المنطوية على نفاذ البصيرة والحكمة رفضه الصارخ للحرب على العراق.

الفيصل ورث عن أبيه رئاسة الدبلوماسية السعودية مما وضعه في بؤرة مراقبة عربية ودولية. الملك الراحل كان نقش إنجازاً تاريخياً باستخدامه سلاح النفط في الحرب العربية الإسرائيلية.

الفيصل لم يواجه فقط تداعيات الصراع العربي التقليدي. بعد سنوات عدة أصبحت إيران جمهورية إسلامية وتحولت أفغانستان إلى جمهورية شيوعية. العام 1978 شكل منعطفاً سياسياً فارقاً ربما على صعيد العالم بأسره.

التحولان ذلك العام حمّلا الدبلوماسية العربية ضمن أجهزة أخرى ـ أعباء ثقالاً لجهة الاحتواء والتفريغ.

بينما انتهجت طهران تصدير الثورة والقلاقل أمسى الوطن العربي مستودعاً لاستقطاب الشباب المقاتلين ضد الشيوعية في أفغانستان. تلك البيئة الجبلية الوعرة أنتجت أدمغة متحجرة لاتزال المنطقة تدفع مقابلها كلفة باهظة.

بعد عودته من دراسته الجامعية الأميركية تدرج الفيصل خمس سنوات في وزارة النفط. تلك تجربة أضافت إلى ألسنه السبعة بعداً ثقافياً حيوياً لارتباط نفط المملكة بسياساتها المحورية.

إلى جانب لغة دبلوماسية محكمة تميز الفيصل بظرف لم يفقده الوقار. من أطرف ما يتداوله الصحافيون عنه تشبيهه صدام بالباشا بائع الفجل.

Email