مفترق طرق تركي

ت + ت - الحجم الطبيعي

المشهد السياسي التركي أصبح مفتوحاً على كل الاحتمالات السوداء بما في ذلك تأهب الجنرالات للانقضاض على الدولة.

نهم أردوغان العارم لجهة احتكار السلطة أفضى به إلى مأزق شخصي وحزبي مأزومين، بل ربما النظام السياسي التركي أصبح برمته على حافة الهاوية.

نتائج الانتخابات ستحدث حتماً انشطاراً داخل حزب العدالة الحاكم. الفوز المنتقص وضع أردوغان والحزب أمام دفع فاتورة باهظة. بعد الإخفاق في بلوغ سقف طموحه الذاتي المتمثل في تحويل تركيا إلى النظام الرئاسي لم يعد الحد الأدنى من الخيارات المتاحة المتجسد في تشكيل الحكومة منفرداً خياراً ممكناً للرجل والحزب.

سيناريو الائتلاف يكلف أردوغان تنازلات تضع كل تطلعاته في مهب العاصفة. ربما يكون الذهاب إلى انتخابات مبكرة أقصر الطرق للخروج من المأزق التركي، لكنه ليس بالضرورة المسار الآمن أمام أردوغان.

أي قراءة موضوعية في النتائج الطازجة تنتهي إلى أن غالبية الأتراك لم يعودوا راغبين في مشوار أردوغان. أزمة الرجل غرقه في وهج السلطة على نحو دفعه نحو احتكار مفاصل الدولة وأفقده تبصر الغد.

العد التنازلي لم يعد قاصراً على مستقبل أردوغان وحزبه بل يطال كذلك استقرار تركيا، ترجيح الانتخابات المبكرة يفتح المشهد على حملة انتخابية محمومة بفعل شهية أردوغان السلطانية مما يوقظ بؤر العنف الكامنة. عندئذ يصبح تدخل رئاسة الأركان خياراً مقبولاً لتسكين الاضطراب وإطفاء الفتنة. ذلك احتمال ربما لا يكون سعيداً لكنه ليس ببعيد.

إخفاق أردوغان الجوهري يتمثل في سقوط رهان مبكر على منح الإسلام وجهاً علمانياً حداثياً وسقوط الرهان على حزب إسلامي يؤمن نظاماً ديمقراطياً مبنياً على المواطنة والتعددية وتداول السلطة.

Email