أزمة فيفا ثقافية

ت + ت - الحجم الطبيعي

كأنما باغتنا زوار الفجر في غارتهم على زبانية الفيفا الغارقين في الفساد، كأنما لم ينتزع أولئك الزوار قادة فيفا وحدهم من نومتهم الفاخرة تلك بل أيقظونا نحن جميعاً على حقيقة جديدة، تلك إحدى المراوغات المثيرة في عالم الكرة.

بقاء بلاتر ولاية خامسة على رأس فيفا، نتيجة حتمية لثقافة راسخة متجذرة في عالم كرة القدم.

على الرغم من تمظهرها لعبة جماعية، إلا أن الظاهرة الطاغية والمكرسة فيها أنها لعبة النجم الأوحد.

الثقافة نفسها تكرس في كل فريق نجماً أوحد. هذه النجومية لا تقتصر على فرق الأندية بل تطال المنتخبات الوطنية، وهي جماع نجوم لكنها لا تنجو من هذه الظاهرة الآفة. هكذا يكون لدينا نجم بلاتر في كل الميادين.

في الثقافة المكرسة تتداعى هذه البلاترية لتشمل الأجهزة المنظمة للعبة على الصعد القطرية، الإقليمية والدولية.

في كل اتحاد على أي من هذه المستويات يوجد بلاتر. ربما في كل جهاز تحكيم أو على صعيد المدربين يوجد بلاتر آخر بين أنداده.

بقاء السويسري المخضرم على رأس فيفا، يعكس تجذر ثقافة البلاترية في هرم الكلي لكرة القدم.

بقاء الرجل يمثل خلاصة تلقائية لغلبة البلاترية والبلاتريين في ذلك الهرم الدولي.

المتأمل في استفحال البلاترية يجد الفساد سمة طاغية في هذه الثقافة الرياضية الغالية. النجومية المطلقة تفضي إلى فساد.

تغيير رأس الفيفا لن يؤدي إلى القضاء على الفساد. تلك مهمة تبدأ من بإحداث تحول في الثقافة الغالبة.

بلاتر لن يكمل ولايته الخامسة إذا جد خصومه في إحداث إصلاح في الثقافة السائدة وليس في الهيكل الإداري الحاكم.

Email