التحفيز والإبداع

ت + ت - الحجم الطبيعي

يحرص الناس عادة على التمثّل بالحكم والأمثال وتداولها عبر الأجيال، رغم أنهم لم يشاهدوا تأثيرها الفعلي، ولم يعرفوا أصحابها معرفة مباشرة، وربما يكون هؤلاء غير معروفين أصلًا، فالمثل السائر والحكمة المتواترة قد لا يكونان مقرونين بشخص محدد ينسب إليه هذا القول أو ذاك، فكيف إذا كانت الحكمة صادرة عمّن نعرفه معرفة يقينية ونشهد أقواله أفعالاً إبداعية متميزة على أرض الواقع، تراها العين المجردة وتدركها كل الحواس البشرية!

الإبداع هو مفتاح النجاح في الحياة، على مستوى الفرد وعلى صعيد المجتمع، لكن الإبداع يحتاج إلى التشجيع والتحفيز، وهذا ما دأب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على تأكيده باستمرار، وممارسته عملياً على كل المستويات، فهو يؤكد دائماً »أهمية التحفيز والتشجيع لترسيخ مفهوم التميز والإبداع والجودة كثقافة متجددة«.

وقد يظن البعض أن التحفيز قاصر على الجانب المادي، أو أنه العامل الأساسي في تشجيع الإبداع والمبدعين، لكن الحافز المعنوي لا يقل أهمية وتأثيراً عن عوامل الدعم والدفع الأخرى نحو مزيد من التميز وإبداع المنجز. بل إن كلمة تشجيع، ولو عابرة، قد يكون لها مفعول السحر والشحن النفسي والعاطفي لتحقيق المزيد من الإنجاز والإبداع. ذلك ما تقوله التجارب العملية.

وكل النظريات الإدارية، فضلاً عن كونه مبدأ ثابتاً من مبادئ ديننا الحنيف، الذي يؤكد أن »من يعمل خيراً يُجزَ به«، ويحض على إتقان العمل: »إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه«، كما ورد في الحديث الشريف، والإتقان لا يكون إلا بحسن الأداء والإبداع في الإنجاز.

التحفيز إكسير العمل، ودينامو الإبداع، فحفزوا أنفسكم وأهليكم وموظفيكم، تحصدوا ما تأملون من إبداع ونجاح.

 

Email