المتكبر.. ذليل!

ت + ت - الحجم الطبيعي

آفة التكبر على الناس، آفة تؤذي صاحبها، قبل أن تؤذي الذين تم التكبر عليهم، وفي المثل يقال إن عقوبة المتكبر هي الذل!

في الحياة، لا تجد إنساناً طبيعياً، أو مكتملاً مهنياً أو اجتماعياً، يمارس خطيئة التكبر، لأن الاكتمال هنا، توازن، والمتكبر يرتدي لباس الفوقية، والتجهم، معتبراً أن هذا الفعل يزيده هيبة أو قوة أو سلطة، وفي مرات يجنح المتكبر إلى الشعور بفروقات وهمية بينه وبين الآخرين، أو يشعر بضيق من طريقة مشي فلان أو كلام فلان، أو مظهر فلان، فيأنف من الناس لسبب أو آخر.

المتكبر يكشفه الناس، سريعاً، فتجتمع هممهم ضده، دون أن يقولوا ذلك في وجهه، فيتمنون له الشر في مرات، والسقوط في مرات، ومن الاستحالة هنا أن تعامل الناس بسوء، فلا يرتد السوء عليك، ويزيدك ضآلة أو ضعفاً أو جموداً، فيما القلوب التي يغسلها الله بالرحمة واحترام الخليقة، تستنير، ويعلو صاحبها في دنياه، لأن محق المتكبرين، سنة طبيعية، وفي المحق عدل إلهي، فهذه الصفة مقيتة، وغير مقبولة ربانياً.

لو عدنا وسألنا آلاف الأسماء التي أبدعت أو برزت أو نجحت أو عاشت عزاً معيناً في حياتها، لاكتشفنا أنها على الأغلب متواضعة، تواضع في الظاهر، وتواضع في القلب، فيصعد المرء درجات الحياة، لأنه يعطف على الآخرين، وعلى الضعفاء، ولا يتكبر على جار أو زميل عمل، أو مسكين أو عامل أو مهاجر، أو مستضعف في الأرض.

معاملة الناس بازدراء واحتقار، لعنة على من يفعل ذلك، لأن الذي تتعرض له بهذا السوء، قد يكون قدره عند الله كبيراً، فيتم الأخذ بخاطره، إذا نلت من كرامته بنظرة أو كلمة.

البعض يعاني، ويصر على عدم الاعتراف أن تكبره على غيره، سر ذله!

Email