كبح كامل

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاربعاء الماضي 11 مارس، نشرت «البيان» في هذه الصفحة، صورة موحية، منقولة عن موقع الحساب الشخصي لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي.

الصورة تضم سمكة منبوذة وذائعة الصيت في الخليج، هي الرقيطة التي تعرف محلياً بـ(اللخمة) غضروفية القوام، ترفرف مثل علم بحري أو كطبق أملس مزخرف، جسمها جسم طائر يسبح، لا رأس لا أقدام لا عنق ولا أدري كيف تدافع عن نفسها، سوى بإفراز مواد سامة، وعموما هي غير مفضلة، سرعان ما تعلق بشباك وصنارات الصيادين، وسرعان ما تعاد إلى بحرها تهيباً واستغناء، فهي لذلك وليمة المضطرين؟.

فمن للرقيطاء إذاً؟، وأي دور يمكن أن تلعبه لصالح عائلتها البحرية؟.

كاميرا سمو الشيخ حمدان بن محمد، رصدت لحظة في غاية الأهمية والتعبير، حيث اهتمت باللخمة وهي تندفع من داخل بحر لازوردي هادئ نحو ساحل رملي جميل، وحينما توقفت على الضفاف، فإنها فعلت ذلك بأسلوب الضغط الكامل على الكوابح، حتى تطايرت الرمال من حولها جراء الاحتكاك المفاجئ بغرض الرسو على الشط.

كتب سمو الشيخ حمدان بن محمد معلقاً على هذا المشهد، كلمتين فقط بالإنجليزية (كبح كامل).

هذه العبارة، مترافقة مع الصورة أرشحها لجائزة دولية، وأستلفت نظر منظمات حماية البيئة إليها، لأنها تشكل رمزاً شديد الدلالة عن الاحتجاج من جانب حيوان بحري طري وضائع، ليس له في هذه الدنيا سوى نقاء بيئته ومجال حياته، ولذلك يخرج إلى البر ليقول للبشر وبقوة برمائية: اكبحوا التلوث البحري فوراً، أوقفوا إلقاء نفاياتكم علينا، نريد كبحاً كاملاً والآن.

تصاعد الغبار يعبر عن الغضب والاحتجاج وتصاعد التلوث، كل ذلك قالته تلك الصورة بذكاء وبساطة.

Email