التسامح الديني

ت + ت - الحجم الطبيعي

شيء لا يصدّق، وقد يدفع البعض إلى الاستعاذة بالله، فكيف يعقل أن يهديني هندوسي إلى الصلاة؟ وأن يبين لي الفرق الحاسم بين المسلم وغيره؟

أنا من كنت، قبل ذلك اليوم، أسمع دعاوى التعايش الديني وأعتبرها محض مجاملات سياسية أو علاقات عامة تقفز فوق حقيقة (لا) النافية التي هي أول حرف في الإسلام (لا) إله إلا الله.

فكرة الثالوث، والأرواح وتماثيل بوذا، هذه كلها شركيات تجاهدها (لا) هذه لتستأصلها، وبالتالي فإن وجودها المجاور مرفوض.

هكذا ظلت الحال، رغم أنني لم أكن منتظماً في صلاتي، إلى أن جاء اليوم الذي تعلمت فيه الدرس الكبير.

زميلي الهندوسي فارما، رجل مهذب وودود، حملني خلقه النبيل إلى دعوته للإسلام، حيث المكارم، وبأريحيته تلك قال لي: وماذا عليّ أن أفعل حتى أغدو مسلماً؟ قلت فقط قل لا إله إلا الله محمد رسول رسول الله. فقال أنا أعلم أن خالقنا جميعاً واحد وفي السماء، شأننا جميعاً بيده وحده، وأن محمداً رسول من عنده، ابتعثه بالقرآن ليدخل الناس في الرحمة ويعلمهم الحكمة والعدل.

صحت: الله أكبر، أسلمت! فقال: لا، أنا مع ذلك لست مسلماً، لأن محمداً رسول الله المبعوث فيكم، وعيسى وموسى أرسلا إليهم، وأما نحن فبُعث فينا من لا تعلم، وبما يناسبنا من شرائع، والتسامح بيننا هو أن يتبع كل منا رسوله بإخلاص، ساعين إلى الله.

الرجل أدهشني وألجمني عندما أضاف: بالنسبة لي أفرّق بين مؤمني الدين المعين فقط بالصلاة، فالصلاة هي عماد كل دين، وعلامته الفارقة. من يومها وأنا ناصب عمود ديني جيداً ومتفهم للفرق، شكراً فارما.

Email