كلام حساس جداً

ت + ت - الحجم الطبيعي

المفردة الوازنة في مقالة سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، في صحيفة «ذا أستراليان» بخصوص الإرهابيين، تتعلق بالإصرار على عدم السماح لهؤلاء أن يصبحوا واجهة للإسلام، ومفردة «الواجهة» التي استعملها حساسة وذكية جداً.

إذا تشوهت هذه الواجهة في العالم، بفعل القتل والتذبيح، وصناعة صورة جديدة للمسلمين، فهذا يعني مخاطر حقيقية، فالقصة ليست مجرد سمعتنا الشخصية وحسب، إذ إن الانفضاض عن الإسلام من جانب ملايين البشر الذين يميلون إلى الإسلام، وقد يدخلونه، سيكون أمراً واقعاً.

هذا فوق اضطهاد مئات ملايين المسلمين في دول العالم، وتلك الدول التي لا يمكن اعتبارهم أكثرية فيها، وفواتير الأفعال الظلامية سيدفعها هؤلاء جميعاً، حتى لو أقسموا أنه لا علاقة لهم بهذه النسخة المزورة من الإسلام.

إذا أصبحت واجهة الأمة ووجهها بهذه البشاعة، ستتحالف الأمم والأعراق والأديان والملل ضد هذه الأمة التي تنتج مثل هؤلاء، بل إن كل المنطقة ستصير طاردة للحياة، للبشر، للاستثمار والسياحة، لأن لكل منطقة في العالم عنوانها وواجهتها الجاذبة التي تديم عبرها كينونتها الدولية والبشرية، وبدونها تصير السمعة السيئة عنواناً وحيداً.

خلاصة الكلام أن الذين تدغدغهم الرايات المسلوبة، والشعارات الجميلة، عليهم أن يفهموا الكلفة التي سندفعها، ما دام بيننا من يظن أن هذه النسخة من الإسلام هي النسخة الأصلية، وما دام بين العرب والمسلمين بشر يظنون أن بإمكانهم العيش بمعايير الزمن الحالي، بمثل هذه السمات.

علينا إذاً أن نعي الدور المطلوب منا، وإذا كان دور الدفاع عن النفس متعباً ومؤلماً، فالأولى إذاً أن لا نسمح لهذه الأفكار بأن تتسلل إلى صفوف العرب والمسلمين، وأن نسعى بحق إعلامياً وسياسياً وفقهياً، إلى أن نسترد الإسلام من يد خاطفيه.

ليس مجاملة، لكنه التعبير الأكثر ذكاء وحساسية الذي سمعناه بخصوص الإرهاب وتنظيماته.

Email