الإنسان الوهمي

ت + ت - الحجم الطبيعي

حقق التطور التكنولوجي فوائد كثيرة للإنسانية، لا يمكن إنكارها أو التقليل من شأنها، لكن المبالغة في هذا التطور إلى حد البحث عن «بدائل» للكائن البشري، قد تدفع نحو اختفاء الإنسان، على الأقل كما عرفناه، بمشاعره وأحاسيسه، وبرغباته وحتى نزواته.

ولعل أحدث الابتكارات في هذا المجال، هو اختراع «حبيب وهمي» أو ما يطلق عليه بالإنجليزية «Invisible Boyfriend»، والترجمة ليست من عندي، وإنما استقيتها من إذاعة مونت كارلو، عبر برنامجها الشهير والشيق «إيميل».

والأمر هنا يختلف عن تنوع وتطور الابتكارات في مجال «الروبوتات» أو الإنسان الآلي، الذي يتم إنتاجه للقيام بوظائف تشغيلية محددة. ففي حالة «الحبيب الوهمي»، يصبح الإنسان «المحب» خاضعاً لأوهام عاطفية، لن تلبث أن تصبح جزءاً من حياته وتصوره للأشياء، بل وللناس أيضاً، وقد يتطور الأمر ليتخيل نفسه وهماً هو الآخر!

استلاب مشاعر الإنسان وأحاسيسه وقدرته على التمييز بين الوهم والحقيقة، قد يدر أرباحاً حقيقية، وليست وهمية، للشركات المنتجة، لكن الخسائر على المستوى الإنساني قد تكون كبيرة، وربما كارثية، وخاصة على المدى المتوسط والطويل.

فهل سيتحول الإنسان إلى وهم، بعد أن باتت القيم الإنسانية في خبر «داعش» وأخواته أو إخوانه؟!

Email