نظرية السعادة

ت + ت - الحجم الطبيعي

علم الاقتصاد يختص بدراسة وسائل توظيف الموارد المتاحة، بأقصى كفاءة ممكنة، وبوصفها نادرة وقابلة للنفاد، تحقيقاً لأمثل مستوى إشباع ممكن تجاه حاجات الإنسان المتجددة والمتعددة. وأحياناً يستكمل هذا التعريف بإضافة الغاية (وذلك أملاً في تحقيق رفاه وسعادة الإنسان).

السعادة هي: الرضا فوق العادي، وأما الرفاهة فقد تعني حصول الإنسان على كل حاجاته المادية والمعنوية، بما فيها الكمالية، من دون عناء. غير أن النفس ليست وعاءً مقصوراً، وإنما هي «حالة» متغيرة، تضيق وتتسع، بحسب المؤثرات المحيطة بها.

هي متأججة كالنار، تقول دوماً: هل من مزيد، كمّاً أو نوعاً، خاصة أن حاجاتها لا محدودة، إذ تريد اللهو والحزم معاً، وترنو إلى العمل وتروم السكون، سبحان من سواها، ميالة إلى تلبية الغرائز طراً، بينما تعشق السمو والجبروت والإطراء والعفة، وتعمد إلى الخنا والخير في آن معاً، تعلي شأن العدل ولكن «الظلم من شيم النفوس، فإن تجد ذا عفة فلعلةٍ لا يظلم» كما يجازف زهير.

والحال.. فكيف ندرك بها غاية السعادة، إذا كانت تضجر من كل مألوف، وتتوجس مما لا تألفه؟ هي النفس إذاً، أحب أحبابنا وأعدى أعادينا. ومع ذلك فسعادتها غاية تدرك، لأنها فكرة، بدليل أن الناس ها هم يسعدون، ثم يضجرون لاحقاً مما أسعدهم.

قال الشاعر:

أيها الشاكي الليالي

إنما الغبطة فكرةْ

وأما أقصر الطرق لبلوغ السعادة، فأن تستكثر كل ما تأخذه لنفسك، وتستقلل ما تعطيه للآخرين لكي يسعدوا، فتكون بذلك أسعدهم. ومن يجاور السعيد يسعد، ويومكم سعيد.

Email