طَعمُ الأيّام

ت + ت - الحجم الطبيعي

التقاء دهريّ

نكهة خاصة لالتقاء نهاية الصيف ببداية الخريف، تتجلى بطعم ثمار إلهية، إذ يأتي التين في أواخر أيامه، عسلاً مصفّى، وأمام المنازل تودّع العناقيد الحمراء والسوداء والبيضاء، الدوالي التي تظلّل مداخل المنازل. وينتظر الزيتون الأيدي القاطفة، قبل أن يذهب إلى معاصر الزيت، أو إلى مؤونة الفصول التالية، أما الرمان الذي يبلغ نضوجه المكتمل مع هطول أول الغيث على سبتمبر شهر الغيمات البكر والشتوية الأولى، فتكتمل معاني الحلاوة الممتزجة بالحامض، في خلاصة عبقرية لتذوّق فريد.

«أورغانيك»

أطيبُ العنبِ، يغفو على صخرة، غطاؤها الضباب.. حين تزورهُ في صباحات القرى، يلمع الندى على الحبّات الذهبية، ويهطل ماؤه السكّري كخرافة عذبة من ثدي أمه الأرض.

فطرة العيش

أذكر أننا كنا نقترض الرغيف من الجيران حتى «الخبزة» التالية، ونبادل، التين والعنب، بالزيت والسمن مع اللاجئين. وأذكر كيف كنا ندرس القمح على بيادر القرى، بعد فراغنا من دروس الحساب.

نهر

ابن الينابيع، يفضّل المنحدرات، ليظهر فتوّته على مدى الفصول.. ضريرٌ، لا يدرك طريقه، يتكئ على عصا من ماء كثير، يتفقد الحصى والصخر يأنس لها، وهي تشاغب سيله المتدفّق.

استقلال

في هذا الشارع البحر، الذي يموج ببشر من كل الأجناس والألوان، تختصر الحياة في ثاني أكبر المدن على وجه الأرض مساحةً وسكاناً. لا أثر للشعارات الحاكمة في تقاليد الناس وحياتهم.. حديقة «غيزي» وساحة «تقسيم» على الحال ذاتها.

فقر وغنى يتجاوران، وشعارات متناقضة في المنطقة ذاتها، و«التسوّل» عزفاً يتسّيد الأرصفة في الكيلو مترات الأربعة.. ويا له من «تسول» موسيقيُّ رائع!

Email