الدعش أنواع

ت + ت - الحجم الطبيعي

احتل تنظيم «داعش» عناوين الأخبار، وأصبح مالئ الدنيا وشاغل العالم، بما اقترفه من جرائم وممارسات همجية بشعة، ولا أقول «إرهابية» لأنني لا أعرف حقاً ما المقصود بـ«الإرهاب». وإذا كان تنظيم «داعش» قد استحق فعلاً أن يكون العنوان الأبرز لأبشع أنواع التطرف والعنف الوحشي، فإن الدعش أنواع وأشكال متعددة.

ولا شك أن التطرف السياسي خاصة، بات السمة الغالبة للمواقف والآراء الفردية والجماعية، دون التعميم طبعاً، لكنه كذلك أيضاً في العلاقات الاجتماعية والمواقف العادية التي لا تحتاج إلى تشدد، ولا يؤثر اختلاف الرأي فيها على أي طرف، وكأننا نسينا المقولة الشهيرة المنسوبة للإمام الشافعي «رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب»، مع أن الشافعي من أبرز أئمة المذاهب السنية وأحد العلماء المبرزين في التاريخ الإسلامي.

 ذلك أن الإسلام بُني على أنه ((لاَ إكرَاهَ في الدِّين))، وأن ((مَن شَاء فلْيؤمن وَمَن شاءَ فلْيكفُر))، وليتحمل كل نتيجة اختياره وما يترتب عليه من ثواب أو عقاب.

لكن التطرف ليس حكراً على اتباع دين معين أو مذهب بذاته، ففي كل المذاهب والمجتمعات متطرفون يتخذون العنف وسيلة لفرض آرائهم والتعصب لمواقفهم؛ في السياسة الحزبية والعلاقات الدولية، وحتى في الرياضة والطبخ وألعاب التسلية.. والخطر الأكبر أن يصبح التطرف والعنف سمة مجتمعية، تتحكم في تصرفات الفرد وممارساته، في العمل وفي المنزل وبين أفراد الأسرة، سواء أكان عنفاً بدنياً أم لفظياً، أم ردات فعل عصبية في الأحاديث والنقاشات وفي مجمل العلاقات بين الناس.

التطرف يبدأ من الذات والأسرة ثم المجتمع، وما لم تتم مواجهته على كل المستويات، فالأرضية ستتسع أكثر أمام الدعش والداعشين، في الشرق والغرب على السواء.. وليُعن الله أهل التربية، فمسؤوليتهم كبرى والإمكانيات محدودة.

Email