وُجدت لتبقى

ت + ت - الحجم الطبيعي

موروث الخوف متأصل في الإنسان العربي، وهو موروث ممتد عبر آلاف السنين، تأسس على الخشية من الظواهر الكونية، وامتد إلى التحسب من اللحظة وتلك الغائبة في غامض الغيب.

كأن العربي يضع يمناه على قلبه، متوجساً خيفة مما هو آت، دون أن تفلح سقاية فؤاده بالتطمينات، في جعله أكثر سكينة، وليس غريبا أن نرى الإنسان العربي، وكأن الريح تحته، قلقاً، إن.. أمن في يومه شك في لاحقه.

موروث الخوف، ليس حكراً على الأشخاص، في رؤيتهم لذاتهم ولغيرهم من بشر، والعربي إذ يرى طفلاً جميلاً حيوياً يهمس في وجدانه بأن هذا الطفل قد لايعيش ، لفرط الجمال والذكاء، معاً. تطّير سره الخوف أيضاً، الذي يترسب في العروق، ولا يمكن مسح آثاره بذات أدوية «الكوليسترول».

غير أن للمدن قصة أخرى، لا يصح أن تنطبق عليها معايير الخوف من البشر على البشر، وهذه هي دبي، التي مسحت الغبار عن أردية الملايين، توظيفاً أو إغاثة، دورا ومكانة، نموا واستثمارا.

عرفت أن مكمن السر في الاستقرار، ثم في الجرأة على الاعتراف بأن صناعة المدن موهبة، لا يجيدها من ادعاها، بل نستبصر الأثر في المكان والبشر، وصناعة المدن، ليست مجرد «داتا شو»، هي روح نادرة تتملك القادة والسياسات.

عواصف الاقتصاد العالمي لم تهز أركانها، بل زادتها ثباتا، فالمدينة وحيويتها، ليست وليدة هشة تذروها العاتيات. قدر المدينة يقول إنها ولدت لتبقى، وفرق كبير بين قدر وآخر، وهذا أمر طبيعي.

دبي ليست بحاجة لمن يجاملها.. لغة المجاملة تتبدد في هذا العصر، وكثيرا ما كنا نرى عربا يتخوفون على دبي، من حسد قومي، أو عين تقد شررا في الإقليم، فيعيدون موروث الخوف بشكل جديد، أي الخوف على المدن الجميلة والناهضة، وهو خوف أكثر حدة، لأن المكان يعني الجغرافيا والبشر معا.. أثبتت مجددا، أنها وجدت لتبقى...والنقش في كامن في يمينها.

Email