شخصية تستحق

ت + ت - الحجم الطبيعي

دأب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، على أن يغمرنا بالمكرمات النبيلة والمبادرات الكريمة، التي عمّت الجميع وفاضت خارج حدود الدولة، كما هو دأب دولة الإمارات العزيزة. واختيار سموه الأستاذ إبراهيم العابد شخصية العام الإعلامية، ليس فقط تكريماً لهذا العَلَم الإعلامي المتميز حقاً، بل هو تكريم وتشريف للإعلام العربي عامة، وتتويج خاص للذين تخرجوا على يدي الأستاذ أبو باسم، ونهلوا من خبرته المهنية ومعارفه العلمية وأسلوبه القيادي، وقبل هذا وذاك، من مَعِين أخلاقه ونبل تواضعه، وما جُبل عليه من إنكار للذات غير مفتعل، وتجنب للأضواء وهو الراسخ في بؤرة الحدث وعمق الضياء.

لكن هذا التكريم له مذاق شخصي خاص بالنسبة لي، فقد كان أبو باسم معلمي وأستاذي الذي فتح أمامي بوابة هذا الحقل المهني المغري والممتع، رغم كل المتاعب، واحتضنني بأبوة وإخلاص في بيته الثاني، وربما الأول، وكالة أنباء الإمارات، وأنا المتخرج تواً وفي تخصص مختلف، القادم شوقاً إلى أرض زايد ونموذجه الوحدوي العربي، في زيارة لم أكن أتوقع أن تدوم أكثر من أسبوع أو اثنين، لكنها تحولت إقامة ممتدة لأكثر من خمسة وعشرين عاماً حتى الآن.

ولا أخفي أن العبارات تخونني في التعبير عن مدى الغبطة والاعتزاز بهذا التكريم المستحق، لشخصية أعتبرها قدوة ومثلاً أعلى في المهنية والأخلاق النبيلة، وفي القدرة على نقل المعارف والخبرات إلى الآخرين. لكنني لن أعجز عن إعلان فخري بأنني أحد تلامذته، المعترفين له بالفضل والجميل، وإن كنت لم أصل إلى المستوى الذي يليق بما خبرته فيه وتعلمته منه.

شكراً لك يا صاحب السمو.. وهنيئاً لأستاذنا ومعلمنا أبو باسم، وجميع تلامذته وأبنائه، ولكل الأسرة الإعلامية العربية، هذا التكريم والتشريف من فارس العروبة وقائد التميز.

Email