عالم يزداد سخونة

ت + ت - الحجم الطبيعي

على مدى سنوات عديدة، تزداد التحذيرات باستمرار من مخاطر التغير المناخي والدفيئة الناتجة عنه، على حياة البشر، وعلى أنواع الحياة على الأرض بصفة عامة، حيث يموت سنوياً أكثر من 150 ألف شخص، بسبب التغيرات المناخية، وتزداد يوماً بعد يوم أعداد الأنواع الحيوانية، والنباتية المعرضة للانقراض.

لكن البشر، على ما يبدو، لا تكفيهم حرارة المناخ المتزايدة، الناجمة أصلاً عن سوء تصرفهم وانبعاثاتهم الضارة، لذلك يعمدون إلى تنويع الصراعات بينهم، وتسخينها أكثر، فضلاً عن نشرها على أوسع نطاق ممكن، بحيث تتحقق «المساواة والعدالة» بين البشر في الموت والدمار والخراب.

اللاعبون الكبار أصحاب القوة والنفوذ، بالطبع، هم الممسكون بمقابض النيران، الموجهون للهيبها، والباقون مجرد وقود، يحركونه كيفما شاءوا وحيثما أرادوا، وقد يضعون رماداً فوق الجمر إلى حين، حسب مصالحهم أحياناً، وأهوائهم في الأغلب.

وبعد أن تصور البعض نهاية الحرب الباردة بين الكبار، ها هم يجدون صراعات تزداد سخونة، واتساعاً بينهم، لكن هذه المرة ليست بين قطبين وحيدين في العالم، وإنما بين قوى دولية متعددة، بعضها يحاول استعادة نفوذ أضاعه، أو انتزع منه في لحظة تحول في موازين القوى، وأخرى تريد الاحتفاظ بنفوذ يفقد قوة دفعه وعوامل تفرده.

لكنه ما زال يحتفظ ببقايا قوة دفع ذاتي، بينما تعمل أطراف أخرى، وبطرق مختلفة، لإيجاد موقع لها في الصف الأمامي بين الكبار.

التاريخ لا يعيد نفسه، لكن البشر يكررون أخطاءهم باستمرار، ولا يتعلمون من دروس التاريخ إلا بمقدار ما يقعون في الأخطاء والخطايا ذاتها من جديد.

موازين القوى متغيرة بطبيعتها، و«الأيام دول؛ يوم لك، ويوم عليك»، تلك سنة الله في خلقه، وقوانين التاريخ، الذي لا نملك تحديداً لنهايته كما توهم بعضهم!

لذلك ليس لمن ارتضوا أن يكونوا حطباً، إلا أن ينتظروا الاحتراق بين يدي من يشعل النيران، ولا يبالي.

Email