تعميم الذكاء

ت + ت - الحجم الطبيعي

للذكاء أنواع متعددة، بتعدد حقول الحياة ومجالاتها، وليس له تعريف جامع محدد، لكنه يشمل "الكثير من القدرات العقلية"، مثل "القدرة على التحليل، والتخطيط، وحل المشكلات، وسرعة المحاكمات العقلية، كما يشمل القدرة على التفكير المجرد، وجمع وتنسيق الأفكار، والتقاط اللغات، وسرعة التعلم"، حسب موسوعة ويكيبيديا.

ومن شروطه المثابرة، والاستماع بتفهم وتعـاطف، ومرونة التفكير، والسعي نحو الدقة، والاستفادة من الخبرات، والإبداع والخيال، والحماس، والمخاطرة المحسوبة، والتفكير مع الآخرين.

وحين نضع أمامنا كل هذه القدرات والشروط، ونقيس عليها ما شهدته، وتشهده دبي، خاصة في السنوات العشر الأخيرة، سنجد أن هدف جعل دبي "المدينة الأذكى" في العالم، لم يأت من فراغ، وليس أمراً بعيد المنال، بل الواقع يؤكد أن دبي أصبحت بالفعل المدينة الأكثر ذكاء بين كل المدن المعاصرة لها، أو القريبة منها في النشأة، ومراحل التطور.

الجديد في دبي أن الذكاء لم يعد محصوراً في القدرات الذاتية للأفراد أو المجموعات المحدودة، وإنما أصبح الذكاء نهجاً عاماً وخطة عمل، يشارك فيها الجميع، كل بحسب موقعه وقدراته، ليكون الناتج جهداً مشتركاً، يشعر كل فرد أنه أسهم فيه، وبالتالي فهو شريك في حمايته، والحرص على ترسيخه وتطويره المستمر.

هنا عبقرية القيادة، التي عرفت كيف تهيئ الأرضية الصالحة، والبيئة المناسبة لاستثمار قدرات الجميع، وإشعارهم بأن الذكاء في متناولهم جميعاً، وبين أيديهم، فالذكاء في النهاية موهبة، تتعزز بالصقل والتحفيز والمِران الدائم والقدوة المؤثرة، وحين تكون القيادة العليا قدوة في الذكاء فكراً وممارسة، فلا بد أن تسلك المستويات الأخرى ذات النهج، وتسعى للإبداع فيه.

وهذا ما فهمته دبي جيداً، وما جعلها ذكية بالفعل، ومهيأة لتكون الأذكى بين كل المدن، والأقدر على مواكبة واستيعاب كل المتغيرات وكل متطلبات الحياة المتجددة.

Email