جيل التأسيس

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يخفى على كل ذي بصيرة، بل على من لديه رؤية بصرية سليمة، ما حققته دولة الإمارات من إنجازات مبهرة في ظل دولة الاتحاد، ولا يتخيل عاقل منصف أن كل ذلك كان يمكن أن يتحقق لولا جهود مضنية بذلها القادة المؤسسون، ومعهم جيل الرواد من أبناء هذا الوطن العزيز.

الدكتور عبد الله عمران تريم، كان أحد هؤلاء الرواد الذين شهدوا ميلاد الدولة الاتحادية وساهموا في ما سبقها من مفاوضات وحوارات، ثم كان عضواً في أول حكومة اتحادية، وظل كذلك قرابة عقد من الزمن.

وبتكليف من القائد المؤسس الشيخ زايد رحمه الله، أشرف عبد الله عمران على تأسيس جامعة الإمارات، فكان بذلك حقاً أحد الرواد من جيل التأسيس والبناء، في فترة لم تكن الموارد المادية والبشرية فيها قد بلغت مرحلة النضج والتمكين.

وكما كان أحد الرواد في مجال العمل الوطني العام، فقد كان كذلك في مجال الإعلام خاصة، حيث أسس مع شقيقه المرحوم تريم عمران، صحيفة "الخليج" التي استحقت مكانة مرموقة على مستوى الصحافة العربية، بما بذلاه من جهود وخصصاه من إمكانات لنجاحها.

وبذلك فإن رحيل الدكتور عبد الله عمران، رحمه الله، يعتبر بحق خسارة وطنية للإمارات، وخسارة مضاعفة للصحافة الإماراتية خاصة والعربية عموماً.

ويكفي ما قاله عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، حين وصفه بأنه "ابن الإمارات البار، رجل الدولة القدير، والإعلامي الكبير".

ولعل هذه مناسبة لمزيد من الاستفادة من هؤلاء الرواد، بأخذ شهادات الأحياء منهم، وتوثيق إنجازاتهم وسيرهم، باعتبارها جزءاً من تاريخ الدولة والوطن، وحقاً للأجيال الشابة والمقبلة.

رحم الله الفقيد الكبير وألهم أهله وأبناء وطنه الصبر والسلوان، وحفظ الله الإمارات وشعبها، والأحياء من روادها.

Email