ألوان من الحياة

ت + ت - الحجم الطبيعي

فقدان

- مثل ذلك الجسر الذي يجري تحته نهر عظيم، ولا يُحسُّ بجريانه.. حزينٌ ذلك الأعمى لأنه لا يشاهد دموعه البيضاء، إنه يفتح عينيه على اتساعهما، ليتأكد حقاً أنه فاقدٌ للبصر.

حلم

- ذلك الرجل الذي ينام على المقعد الخشبي في الحديقة المجاورة، أحلامه مكشوفة لكنه لم يجد مفسّراً لها.. ويرى الأيام ودورتها أكثر مني، مثلما يعرف أسرار الليل والنهار، كأنه في بث حيّ متواصل.

- هل عاش أحدكم حلماً ملوناً؟.. كل ما أراه أنا، يكون بالأسود والأبيض، كما لو أنني نائم، وعلى عيني قماشة من العتمة.

كلام في الحب

- أن لا تحبّ امرأةً تحبكَ، كأنك َ تحبّ امرأةً لا تحبّكَ..

- القلب يحتاج إلى قدر ما من الحب، بلا زيادة أو نقصان..

ثورة وحرية

- من يحسُ بالألم، ليس كالذي يتحدث عنه بلغة القصيدة أو الخطابة، وليس ثمة من يشعر بأنين الجرح، كالمصاب بالجراح..

والذي يكتب عن الجوع ويصفه، لا يعيش بالضرورة حالة الجوع، ولا يشبه الجائع أيضاً.

والذي يتعرض للسع السياط وضربات العصي، ليس بالتأكيد كالذي يحصيها.. والمتحدثون عن ظلمة السجن وسلب الحرية، ليسوا كمن يتذوقون عذابات الاعتقال، ويبذلون الدماء من أجل الاغتسال بالضوء.

معادلة غريبة منذ الأزل، لاتزال سائدة في زمننا الحاضر..

- كانت الموسيقى تصدح في الصالة، بينما راحت سمكتان ترقصان داخل"الأكواريوم" من فيض الحرية.

- الثورة حمّالة أوجه، بألوانها المتعددة، وليست كلها تشبه الشمس.. فثمة منها ما ينشر الظلام.

- بعيداً عن المنشغلين في الحروب، وتفاصيلها الرثة، سنحرث أرضنا، وننثر فيها الحنطة، ونزرع في حقولنا الكرمة والتين والزيتون.

بغض النظر عن نازعي الأعمار قبل أوانها، عمر المحبة باق ٍ.

Email