الربيع الكاذب

ت + ت - الحجم الطبيعي

ارتبط الربيع في أذهان البشرية عبر التاريخ، بأنه موسم النضارة والبشاشة وتفتح الورود والأزهار، وقد اشتهر قول البحتري قبل ألف ومئة عام:

أتاك الربيعُ الطلقُ يختال ضاحكاً

من الحُسن حتى كاد أن يتكلما

ومع أنه ليس معلوما بدقة من الذي أطلق تسمية "الربيع العربي" على ما شهدته بعض الأقطار العربية من أحداث وانتفاضات، أو ثورات، شعبية منذ شتاء 2010، ورغم وقوع معظم هذه الأحداث في فصل الشتاء، إلا أن التسمية انتشرت وصدقها الكثيرون في بداياتها، إلا أن رياح النتائج جرت بغير ما تشتهي سفن الثائرين.

فهل كان "الربيع العربي" كذبة اخترعناها ثم صدقناها، أم أن جهات في الداخل ومن الخارج، قد اخترقت انتفاضات الشعوب وخطفت أو سرقت نتائجها لخدمة أجندات تلك الجهات ومصالحها الخاصة؟! لكن المهم ليس من اخترق أو سرق، وإنما "العبرة بالنتائج"، والنتائج قطعاً، وحتى إشعار آخر، ليست ربيعا مبهجا ومبشرا، ولا حتى خريفا تتساوى فيه الخسائر والمكاسب كما يتساوى الليل والنهار..

 بل شتاء خانق وصيف حارق، يكاد يحرق الأخضر واليابس، بشريا وماديا، ويستنزف قدرات الشعوب وثرواتها، بل وتراثها المادي والمعنوي أيضا!

هو، إذن، حمل كاذب وفجر خادع، وربيع ليس فيه منه إلا بعض حروفه؛ البيع.. بيع الذمم والضمائر، وبيع الأوطان والمصائر، إلا من رحم الله!

Email