مَولدُ الهُدى

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تزال رائعة أمير الشعراء أحمد شوقي (1868-1932)، تزهو وتزدهر مع تجدد ذكرى المولد النبوي الشريف، مولد الهادي نبي الرحمة والبشارة، عطرة بأريج المناسبة، وينابيع مجدها الخالد:

وُلد الهدى فالكائنات ضياء

وفَمُ الزمان تبسُّم وضياء

يومٌ يتيه على الزمان صباحُه

ومساؤه بمحمد وَضّاء

وقد تبارى العلماء والشعراء عبر العصور في الاحتفال والاحتفاء بهذه المناسبة العطرة المباركة، كل يسعى للحظوة بشرف الحضور، والاشتراك في نفحاتها الإيمانية، وإشراقاتها الربانية، ومن هؤلاء جدنا الثاني، العالم والشاعر الشيخ سيدي محمد بن الشيخ سيديّ (1830-1869)، في قصيدة طويلة، نالت شهرة كبيرة في عصره، ولا تزال، مطلعها:

أهلاً بصاحب هذا المولد النبوي

مُقابَلِ الطرَف الأمِّي والأَبوي

أهلاً بميلاد مولودٍ به كمُلت

بُشرى البشائر للبادي وللقرَوي

إنها المناسبة التي تجمع أجل المعاني وأجملها، مناسبة مولد الرسول المصطفى الهادي، الذي أرسله الله رحمة لكل الناس ((ومَا أرسلناك إلا رحمةً للعالمين))، برسالة الحكمة والموعظة الحسنة، ((ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة))، وليس بالتقتيل والتدمير والظلم والاستبداد وإثارة الفتن.

فلماذا يصر بعض الأدعياء، وأصحاب الجهل المركب، على تشويه صورة الإسلام الحق، والافتراء على سيد الخلق؟! لماذا يريدون حرماننا وحرمان البشرية من نور الهداية والرحمة، ويحاولون جرنا نحو ظلمات جهلهم وضلالهم؟!

ولماذا تخفُت أصوات العلماء العاملين العارفين، بينما ترتفع وتتعالى صرخات الضالين المُضِلين، وتنتشر بسرعة البرق، وأسرع، في مختلف الأصقاع وبكل الوسائل؟!

ولكن هيهات أن يتمكن المدّعون المضِلون من طمس نور الحق وجوهر الحقيقة، مهما تنوعت ممارساتهم الهمجية، أو تطورت وسائل بث نعيقهم، وزفيرهم الملوث.

بمولد المصطفى الهادي انبلج ضياء الهدى والرحمة والإحسان، وسيبقى نور الحق أعلى وأقوى من كل مجاميع الظلام، ومن كل أهل الجهالة والطغيان.

Email