بين الأمَل والوَجَل

ت + ت - الحجم الطبيعي

يمضي العام 2013 مسرعاً نحو الغروب، وكأنه يهرب من ماضيه وما اقترفه أو اقتُرف فيه.. بينما يُطل العام الجديد خائفاً وَجِلاً مما ينتظره؛ من إرث سابقه، ومما قد تتمخض عنه أيامه ولياليه الحبلى بمقادير لا تزال أجنّة في رحم الغيب!

لكن الإنصاف يقتضي أن نعترف للعام الهارب بأنه، رغم كثرة ويلاته وسواد "ليلاته"، لم يكن خالياً من ليالٍ مقمرة مضيئة وأيام ساطعة نيِّرة، على الأقل بالنسبة لنا في دولة الإمارات العربية المتحدة، التي حققت إنجازات مبهرة وأطلقت مبادرات وأفكاراً بناءة ومبتكرة في 2013.

تلك حقائق لا يمكن إنكارها أو تجاوزها، لكن في عالم مضطرب تكاد أمعاؤه تنفجر بما يعتمل فيها من صراعات وأزمات، تبقى تلك الحقائق "استثناءً يؤكد القاعدة". فالعالم من أدناه في ربوعنا العربية، إلى أقصاه خلف البحار والمحيطات، يعيش حالة مخاض عسير لا أحد يستطيع أن يتكهن عن أي مسخ دولي مشوّه ستتمخض.. لكن من الواضح أن دماء ولادة الفوضى الدولية الهوجاء، ستسفك من شراييننا العربية، وأن رِجسَها عالق بأوطاننا إلى أجل عسى ألاّ يكون طويلاً.

هل هي نظرة تشاؤمية؟ قد تبدو كذلك، وحقائق الواقع ومؤشرات الأفق المرئي تدفع نحوه.. لكن كل ذلك لا يمنع من وجود أمل مرجو، له ما يبرره ويدعو إليه في عام جديد وعالم يتجدد. فبقعة ضوء وإن صغرت، كفيلة بإضاءة نفق مظلم مهما طال واتسع.

وما دامت في وطننا العربي بقعة ضوء ساطعة، فسيبقى الأمل حياً وقابلاً للنمو، تدفعه يقظة الشعوب وطموحات الشباب.. فالشعوب حين تستفيق من سباتها ولو طال، فلن تعود القهقرى حتى تحصد ثمار ما زرعته من آمال، سقتها بنزيف العرق والدماء.. وإن تعددت الصعاب وتكاثرت خفافيش الظلام.

Email