نموذج دبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

النهضة الحضارية والعمرانية التي تشهدها دولة الإمارات عامة ودبي خاصة، لم تعد محل جدل أو موضع نقاش، ولا تحتاج إلى دعاية أو بهرجة كلامية، فالواقع المعاش على الأرض وفي حياة أهل الإمارات والمقيمين على أرضها، ينطق بفصاحة الإنجاز والتميز ويغني عن الوصف والمديح.

وقد استطاعت دبي، التي تستعد لاستقبال حدث إكسبو 2020 العالمي، أن تحقق مكانة عالمية يعترف لها الجميع بالفرادة والتميز. ولم يكن ذلك بسبب كثرة الموارد الاقتصادية الطبيعية، التي تعتبر شحيحة إلى حد كبير.

لكن ما يميز دبي أكثر من غيره، هو القيادة الملهمة والإرادة السياسية الواعية، وحسن التدبير والتسيير، والإدارة المدركة لمهامها ومسؤولياتها والمؤهلة لأدائها، فضلا عن الطموح الذي لا حدود له، سواء على مستوى القيادة أو في مختلف مستويات العمل والإنجاز.

نموذج دبي في القيادة والإدارة، الذي أصبح صفة مميزة لها وعلامة خاصة بها، يستحق أن يعمم ويصدّر لغيرها من الدول العربية الشقيقة، وخاصة تلك التي مازالت تتلمس طريق النمو والتطور وتحتاج للعون والمساعدة، ليس في الجوانب الاقتصادية والمادية، فبعضها يتوفر على الكثير منها ويفيض، وإنما حاجتها أكثر لنموذج ناجح في القيادة والإدارة وحسن تسيير الموارد، البشرية والاقتصادية، عبر تبادل الوفود وإقامة الورش، في مختلف المجالات ومن كل المستويات القيادية والإدارية.

وأذكر هنا بالتحديد بلدي موريتانيا التي عدت قبل أيام قليلة من إجازة فيها، والتي تشهد مرحلة تطور هي الأبرز منذ نحو أربعة عقود، لكنها ما زالت تواجه الكثير من التحديات والعثرات، ولا تنقصها الموارد الاقتصادية، خاصة إذا قيست بعدد السكان، لكن مؤازرتها بنماذج من تجربة ناجحة ومتميزة كتجربة دبي، سيعزز إمكانياتها ويجنبها الكثير من المصاعب وتكرار الأخطاء.. وهذا ينطبق على أكثر من بلد عربي آخر.

Email