العمل والمسؤولية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتوقف إنجاز أي عمل منظم، على وجود قواعد واضحة تحدد واجبات ومسؤوليات كل فرد في مجموعة العمل، إذ من دون ذلك لا يمكن أن تكون هناك رقابة أو محاسبة عادلة ومنصفة، وبالتالي يصبح تنفيذ العمل جزافياً وعشوائياً، وكل يعمل على شاكلته أو حسب هواه.

وينطبق هذا على كل جهد بشري هادف، لكن في العمل المؤسسي «مسألة حياة أو موت»، كما يقال. فلا وجود لعمل مؤسسي من دون ضوابط ومعايير تحكمه وتوجهه بدقة، وهذا ما يجعل توصيف الوظائف ركناً أساسياً في الفكر الإداري والممارسة الفعلية، لأن هذا التوصيف هو الذي يحدد دور كل عنصر ومكانه في خط الإنتاج والإنجاز.

ولا شك أن التخلف الإداري الذي يعانيه الكثير من المجتمعات النامية، أو النائمة، يعود إلى سوء الاختيار وسوء التوظيف، فلا الأشخاص يتم اختيارهم حسب كفاءتهم وقدرتهم على أداء العمل الموكل إليهم، ولا حتى وضعهم في الموقع الأقرب إلى قدراتهم بعد اختيارهم.. أي بمعنى آخر؛ اختيار الشخص غير المناسب، ثم وضعه في مكان أبعد ما يكون عن إمكانياته!

في المقابل، فإن كل الدول الناجحة والمؤسسات المتفوقة، إنما يبدأ نجاحها من التوظيف السليم لوسائلها، وأولها العنصر البشري، ووضع الضوابط والمعايير اللازمة لذلك.. فإذا غابت الضوابط، ضاع العمل وضاق الأمل.

Email