محنة التطرف

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يعد التطرف سمة توصم بها فئة هنا أو سلطة هناك، وإنما بات حالة تكاد تشمل الجميع.. هذا ما نلمسه في حياتنا اليومية وفي العلاقات الاجتماعية بين الناس، فضلاً عما يصلنا عبر وسائل الإعلام المختلفة، حيث يبدو التطرف مسيطراً على الغالبية، أفراداً وجماعات ودولاً، سواء في مواقفهم اللفظية أو تصرفاتهم الفعلية!

المفارقة أن معظم أسباب التطرف الآن يلبسه البعض لباس الدين، مع أن كل الديانات، على اختلافها، تقوم على تعزيز بواعث الخير في الإنسان وعلاج نوازع الشر لديه!

حتى المشاعر باتت متطرفة، فإذا أحببنا فإننا نحب بتطرف، وربما بعنف، وإذا كرهنا ذهبت بنا الكراهية إلى حدها الأقصى.. وحتى النخبة المتعلمة، التي يفترض أنها طليعة المجتمع وقدوة الأجيال، نرى كيف تتحاور وكيف تقابل الرأي المختلف، ولو قليلاً!

فهل التطرف محنة أم مهنة؟ هل هو قدَر محتوم على الإنسان دون إرادته؟ أم أن التطرف صار مهنة للبعض، يتكسب منها أو يوظفها لأهدافه وغاياته الخاصة؟

إلى أين يقود التطرف مصير الإنسان الفرد ومصير الإنسانية جمعاء؟ ولماذا كل هذا العمى؟

الحياة مليئة بالألوان وتدرجاتها، فلماذا لا نرى غير الأبيض والأسود؟!

Email