مصر الحقيقية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تأبى مصر إلا أن تكون عظيمة، ويأبى الشعب المصري الأبي إلا أن يكون صانعاً للتاريخ، حين يكشف عن معدنه الأصيل وجوهره النقي.

30 يونيو 2013 محطة تاريخية فاصلة، في مصر وفي المنطقة كلها، لكنها ليست الأولى ولن تكون الأخيرة بإذن الله، وملحمة أكتوبر/ رمضان 1973 مثال واحد من بين أمثلة كثيرة أخرى في تاريخ مصر القديم والحديث والممتد..

ولقد كان حكيم العرب الشيخ زايد، رحمه الله، الزعيم العربي الأكثر إدراكاً لحقيقة مصر وأهمية مصر ودورها المركزي الذي لا غنى عنه. وحين دخلت السياسة المصرية في متاهات كامب ديفيد، عارض الشيخ زايد هذا الانحراف السياسي وقاطعه، لكنه لم يقبل مقاطعة الشعب المصري، ولا مقاطعة الدولة المصرية بمعناها الشامل، لإدراكه أن مسارات الدول والشعوب قد تعترضها العقبات وتعتريها العثرات، لكن الشعوب الأصيلة، وإن صبرت وتحملت حيناً، فإنها حتماً ستستعيد وعيها وتصحح مسارها. ولذلك بقيت دولة الإمارات، كما هي دوماً، مع شعب مصر ومصالح مصر العليا.

وبالمناسبة، فأنا لم أتذوق طعم النيل الخالد ولم يحالفني الحظ لمشاهدته إلا في الصور أو عبر الخرائط، لكنني واحد من عشرات الملايين، بل مئات الملايين من العرب الذين نهلوا أو شربوا من ينابيع علماء مصر ومفكريها وأدبائها وشعرائها وفنونها، على مدى قرون وقرون..

والآن جاء دور الأشقاء العرب ليكشفوا عن جوهرهم الحقيقي، ويقفوا مع مصر في هذه المرحلة الحرجة، التي لا شك أنها تواجه الكثير من المصاعب والتحديات.. ليس لمصر وحدها وإنما للمنطقة كلها، وللعرب خاصة.

Email