حفظ الله مصر

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتجه أنظار العالم كله اليوم إلى ميادين مصر وشوارعها، انتظاراً وترقباً لما ستسفر عنه أحداث هذا اليوم الموعود، 30 يونيو، بعد أسابيع من الحشود الشعبية المعارضة وحشود التيارات المساندة للرئيس مرسي ونظام حكمه، وسط انقسام عمودي وأفقي حاد، بين القوى السياسية وعلى المستوى الشعبي. ترقب تفرضه مركزية مصر في الجسم العربي وثقلها الإقليمي ومكانتها الدولية، لكن لكل طرف منظاره الخاص الذي ينظر منه إلى أحداث مصر ومآلاتها.

بالنسبة للعرب، مصر ليست مجرد حضن ثقافي وحصن أساسي للأمن القومي العربي، بل هي بوصلة الإدراك وميزان الحرارة، فإذا عطست مصر تحسس كل العرب أنوفهم، أما إذا أصيبت بالصداع، لا سمح الله، فإن الجسم العربي كله يصاب بالهبوط والانحلال..

أعداء مصر والعرب يدركون ذلك ويبنون حساباتهم عليه خدمة لمصالحهم وأهدافهم، لكن بعض قصيري النظر في مصر ومن يقف معهم في الداخل أو يساندهم من خارج الحدود، يتصرفون بعكس ما يفرضه إدراك هذه الحقائق.

سلامة مصر واستقرارها ضرورة عربية وحاجة إقليمية وركيزة أساسية للسلم العالمي، وأي عبث بأمنها واستقرارها سينعكس حتما على الجميع، كما أن عدم التعامل مع هذه المسلمات بحكمة وحنكة، هو نوع من العبث والتلاعب بمصير الشعب والأمة.

ولا شك أن الشعب المصري هو وحده صاحب الحق في تقرير مصيره واختيار قيادته، وأملنا أن يكون الجميع على مستوى المسؤولية الوطنية والتاريخية، وأن يحفظ الله مصر شعباً وأرضاً، لتظل دوما قادرة على الاضطلاع بدورها التاريخي وواجبها تجاه مصر ذاتها وتجاه الأمة كلها.

Email