الإعلام المتجدد

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأ منتدى الإعلام العربي كبيراً، منذ انطلاق دورته الأولى مع مطلع الألفية الجديدة عام 2000، وكانت جائزة الصحافة العربية هي درة التاج وقمة الحدث في كل دورة.. ليس فقط لأنها تختار الشخصية الإعلامية العربية الأبرز سنويا، وتبرز المتميزين من ذوي الخبرة ومن شباب الإعلام الطموح، على المستوى العربي كله، وإنما، أيضا، لكثافة الحضور ونوعيته، مسؤولين وخبراء وأصحاب تجارب مميزة، فضلاً عن الحضور الجماهيري الحاشد.

لكن أهم ما يقدمه المنتدى كل عام، هو القراءة المهنية والمنهجية، للمشهد الإعلامي العربي، بل والعالمي، خلال عام كامل، ثم وضع تصور شامل لتوجهات الإعلام وتطوره المنتظر، في عالم متغير بسرعة.

صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، صاحب المبادرة بتكريم الإعلام والإعلاميين وراعي هذا الصرح الإعلامي المتجدد، حمل الإعلاميين مسؤولية كبرى بجعل الإعلام شريكاً في صنع القرار، على مستوى الوطن والأمة، باعتباره مسؤولاً عن "وضع الإصبع على الجرح العربي، والبحث عن وسائل فاعلة لإيجاد الحلول".

وصعوبة هذه المسؤولية أنها تتطلب أن يتحلى الإعلام بالمهنية والمصداقية، في نقل الحقيقة وتبيان الوقائع، دون إفراط ولا تفريط، وهو ما يبدو أن الكثير من وسائط إعلامنا العربي، وللإنصاف الإعلام غير العربي أيضا، لا يرغب أو لا يملك القدرة على تطبيقه. وحين يضل الإعلام طريقه الصحيح ويفقد بوصلته المهنية، فإن الأضرار والسلبيات لا تقتصر عليه وحده، وإنما تنعكس على المتلقين جميعاً، وإن بنسب متفاوتة.

وفي عالم يتسم بتعدد وسائل الاتصال والتواصل وتنوعها وسرعة انتقالها، فإن التلقي لم تعد تحده حدود أو تقف أمامه حواجز، مهما كان نوعها ومدى تشددها. لكن ذلك، على أي حال، لا يلغي دور الإعلام وأهميته، وربما العكس هو الصحيح.

لكنه يلقي مزيدا من المسؤولية على الإعلاميين، وهو ما يجب أن يكون لديهم الوعي الكافي لإدراكه، كي يكونوا على مستوى الثقة التي وضعها فيهم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، ويؤدوا واجبهم كما ينبغي أن يكون.

Email