ربيع الإمارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما أرى وأتابع وأسمع خطاب أولئك الذين سرقوا الحلم في غفلة من الزمن، وهم يجعجعون حتى هذه اللحظة أمام الإعلام، ويتغنون بشعاراتهم الخاوية المبتسرة والخارجة عن واقعها ومضمونها وصدقها، يتأكد لي، ولغيري دون شك، أن الإيديولوجيا لا تهتم إلا بالشعارات الكاذبة..

أولئك الذين سطوا على ثورات شعوبهم وحصروها في حزب واحد، وقالوا: ربيعاً، لم يحصدوا سوى تساقط الأوراق والوجوه والأقنعة، بعد هبوب رياح عاتية أخذت الأخضر واليابس ولم تترك شيئاً أمامها.. لقد ضل فصل الربيع طريقه إليهم، واتسم مسماه بالتناقض بين ما تريده ثوراتهم وما يجري في واقعها، وبدلا من أن يطرح الربيع ثماراً يانعة ووروداً حمراء زاهية، نثر أشواكاً وأجساداً ودماء على ناصيته..

إن لغة الفكر تدرس منطق الواقع واتجاهاته وإمكانياته، فلم يعد مقنعاً اليوم اختصار الإسلام أو اختزاله في حزب أو جماعة، ولم يعد مقبولًا تضييقه وإدخاله في ثقب إبرة، وحصره واستخدامه في صراعات سياسية داخلية، كما يحدث اليوم على أرض الواقع.

في الإمارات التي يحاول البعض النيل منها، هنا ربيع آخر يختلف عن ربيع تلك الإيديولوجيات المريضة، فنحن كما قال الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عقب مشاركته في المسيرة الوطنية الاحتفالية بمناسبة مرور 250 عاماً على إنشاء قصر الحصن: أسرة واحدة، وبيت متوحد، وقلعة حصينة، وكلنا «أهلية» من الفجيرة إلى السلع، فتاريخ أبوظبي وسائر إمارات الدولة من دبي وحتى الفجيرة، هو حقيقة ضاربة في جذور التاريخ.

تلك الكلمات تأخذنا للواقع السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي للدولة، فمن يعرف الإمارات يدرك جيداً ذاك التلاحم وتلك النقلة الحضارية والإنجازات العديدة في مجال التنمية، وفي تنويع مصادر الدخل، وفي الإصلاح الاقتصادي، وفي العمران البشري والمادي ..

الإمارات يظل ربيعها يانعاً وسجلها ناصعاً في تحقيق التنمية المستدامة وبمعدلات سنوية مرتفعة، فقد نجحت في تنويع مصادر الدخل، وتتمتع بدرجة عالية من الحرية الاقتصادية، ولديها سجل مشرق في مجال حقوق الإنسان، وعلاقات طيبة مع جميع دول العالم، تستند إلى مبادئ الحق والعدل والتعاون والاحترام المتبادل وحل المشكلات بالوسائل السلمية..

ربيع الإمارات سيظل دائماً في التفاف الشعب حول قيادته، والمحافظة على مكتسبات الاتحاد التي ترسخت على مدى العقود الأربعة الماضية، والولاء لتراب الوطن وقادته، والحفاظ على أمنه واستقراره.

Email