مالك إلا سالك

ت + ت - الحجم الطبيعي

بإعلان هيئة الطرق والمواصلات، عن إطلاق المرحلة الثالثة من نظام التعرفة المرورية «سالك»، بتركيب بوابتين جديدتين في الممزر، ونفق المطار، يعود الحديث من جديد عن أهمية هذا المشروع الحيوي، الذي ساهم في تحقيق السيولة المرورية خلال فترات الذروة.

ربما يتذمر البعض من أصحاب الطاقة السلبية، من إطلاق البوابتين الجديدتين دون أن يعملوا تفكيرهم في الفوائد المتوخاة من هذا الإجراء، الذي سيساعد حتماً على امتصاص العدد الأكبر من مستخدمي الطرق داخل المدينة بصفة يومية، فأغلبنا يهدر وقته الثمين في زحام يومي متصل عبر حبس اضطراري في سيارة مغلقة، ويجاهد عبثاً في شارع مزدحم طويل معرضاً نفسه للتوترات العصبية.

وما هذه البوابات سوى الشرايين والأوردة التي تتغذى بموجبها كافة مناطق وقطاعات إمارة دبي، بما يلزمها للنهوض بكافة الوظائف التي تؤديها، من انتقال آمن للمواد، والبضائع، والسلع، والخدمات، والسكان من مكان لآخر، لتحقيق أغراضهم من العمل، والتسوق، والترفيه، والتعليم، وقضاء مصالحهم الشخصية، بعيداً عن بعض الشوارع المختنقة بالأعداد الكبيرة من المركبات، والتي تمتد لعشرات الأمتار أحياناً.

إن مثل تلك الحلول التنظيمية غالباً ما تكون وسيلة للسيطرة على تدفق حركة السيارات والمركبات، في قلب المدينة، عبر مجموعة من المعايير، والعلاقات، والظواهر المرتبطة بالسياسات التوسعية والإنشائية.

لقد عملت هيئة الطرق والمواصلات في دبي، وفق دراساتها المرورية والميدانية الشاملة للمرحلتين الأولى والثانية، على إقرار العمل بالبوابتين الجديدتين، بعد مرور أكثر من عام على تشغيل الخط الأخضر لمترو دبي، ومرور أكثر من ثلاثة أعوام على تشغيل الخط الأحمر، واكتمال تشغيل شبكة واسعة من خطوط حافلات المواصلات العامة، إلى جانب افتتاح توسعة وتطوير شارع الخيل.

ووفقاً لرئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لهيئة الطرق والمواصلات مطر الطاير، فإن الدراسة شملت النظر في الازدحامات المرورية التي ما زالت تشهدها الطرق الرئيسة في الإمارة، وإيجاد البدائل والحلول المناسبة لها، حيث أثبتت الدراسات أن نظام «سالك» نجح في تخفيض زمن الرحلة على شارع الشيخ زايد بنسبة تقدر بحوالي 44%.

هذا يشير إلى أن الاستخدام الصحيح لوسائل النقل والطرق، يترتب عليه تدفق أفضل للحركة المرورية، ما يعني اختصار الوقت وتوفير الجهد... ومالك إلا سالك!

Email