البيت سيظل متوحداً

ت + ت - الحجم الطبيعي

من رأى بشكل ملحوظ وتابع بأم عينه ذاك الترابط الوثيق بين شعب الإمارات وقيادته، وذاك التواصل التلقائي والتعبير الذي رسمه حب الإمارات في قلوب الجميع، مواطنين ومقيمين، والتفافهم حول شباب منتخبنا الوطني الذي حمل كأس الخليج بصبره وعزيمته، أدرك بما لا يدع مجالاً للشك أن قوتنا تكمن في تلاحمنا، فهي ما يولّد طاقاتنا الإيجابية ويدفعها للعمل نحو إعلاء راية الوطن.

وشباب الإمارات بما يملكون من عزيمة، يدركون دائماً أن بأسهم وقدرتهم وقوتهم لا تمتحن إلا في الظروف المفصلية، التي بمقدار ما تحمله معها من تحديات، فإنها تصطحب معها حوافز وأولها الولاء.. لذلك لم يكن مستغرباً أن يكتسب هذا الجيل البصمة الوراثية التي خلفها الآباء والأجداد، فهم بما يملكون من قيم متأصلة في ثقافتهم، يجمعون ما بين الاستفادة من الحاضر والنظر للمستقبل..

لقد وهبنا الله - سبحانه وتعالى نعمة العقل، وجعلنا أرقى وأشرف مخلوقاته، ووضع فينا طاقات فكرية ونفسية وبدنية هائلة، وطالبنا بالعمل، لذا وجب علينا أن نوظف طاقاتنا وإمكانياتنا في خدمة وطننا، الذي أعطانا وما زال يعطينا دون منة أو حساب، ولم يبخل بكرمه وفضله على أي منا.. هذا الوطن الجميل الذي يرمز للشموخ والوحدة.

وهنا أتذكر كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عندما قال: على الشباب أن يعملوا ويتعلموا من أخطائهم، فمن يعمل يخطئ، ومن لا يعمل لا يخطئ، فأنا أريدهم أن يعملوا بجد وإخلاص من أجل الوطن، فأن يخطئوا خير من ألا يعملوا، فالعمل الوطني مقدس ولا يجوز التقاعس أو الإحباط أو اليأس، فلا يأس مع العمل أو الأمل.

لقد أثبتت وقفة التلاحم الأخيرة في خليجي 21 - وهذا ليس بغريب - أن أبناء الوطن صغارهم وكبارهم، نساءهم ورجالهم، بما يحملون من قيم أصيلة، نشروا وبثوا أسرار الحب الصادق والولاء الواثق، وأسسوا بما تحمله مشاعرهم المتدفقة منظومة الولاء والانتماء.

تلك المشاعر الوطنية الصادقة، كانت ترجمة حقيقية وصادقة لكلمات سمو الشيخ محمد بن زايد الشهيرة "البيت متوحد"، والتي تكتب بحبرها لون علم الإمارات وتخفق في دواخلنا بروابطها المشتركة، فتقوّي شعورنا بالانتماء والفخر لتراب الوطن، وتزرع في نفوسنا التفاني والحب والتضحية، فنحس بقيمة الوطن ونشعره باتساع الحياة وجمالها، فبيت الإمارات كان وما زال وسيظل متوحداً.

Email