كل الطرق تؤدي إلى «البيان»

ت + ت - الحجم الطبيعي

لن أتحدث في هذه الزاوية عن "البيان" التي فازت بالمرتبة الأولى، وحصدت جائزة أقوى الصحف في وسائل التواصل الاجتماعي على المستوى العربي، وحلت ثانياً بين الصحف المحلية في قائمة أقوى وسائل الإعلام حضوراً على الإنترنت 2012، وفق جوائز مجلة «فوربس» العربية.

لكني سأعود للصحيفة الورقية لأتحدث عن عادة بدأت تحكم البعض، فقد لاحظت أنه ما أن تقع صحيفة في أيدي بعض القراء حتى يبدأون تصفحها بالمقلوب من الصفحة الأخيرة، فقلبوا بذلك موازين أمورهم وبدأوا يتعرفون على دنياهم بالعكس، بعد أن أدارت لهم وجهها وعاملتهم بجفاء وصدود، خاصة وأن أغلب أخبار الصفحة الأولى لا تسر عدّواً ولا حبيباً، فمن حرب إلى دمار، ومن قضية مزمنة إلى أخرى تكاد لا تنفك، إلى تشريد شعب وقصف أبرياء لا ذنب لهم.

عادات القراء ومتطلباتهم استطلعتها إحدى الصحف الأميركية، وأردفته بآخر حول عادات الكتابة، فرسم الأول للمحللين أبعاداً جديدة في فهم ورصد وتحليل تلك الأفكار والانطباعات، فقد طالب بعض القراء بتلطيف أخبار الصفحة الأولى، بينما رفض آخرون هذا الاقتراح إذ يعتقدون أنه سيؤثر في أهمية ورزانة الصفحات الأولى ويجعلها كصفحات الحائط.

وكانت الإجابات التي تكشفت للمسؤولين مثيرة جداً، فقد طالب بعض القراء بوضع صور نجومهم المفضلين في صدر الصفحة الأولى مع متابعة يومية لأخبارهم، بينما رأى آخرون أن النكتة والتعليق الذي لا يخلو من طرافة له أهمية قصوى.

والمثير أن أغلب القراء أكدوا أن الصحف الورقية ستظل صامدة ولا يتوقع زوالها أو اختفاؤها، رغم سطوة الوسائط التكنولوجية التي بدأت تسحب البساط من تحت أقدام الوسائل الإعلامية التقليدية، فإذا اختفت قهوة الصباح من الوجود كما يشيرون، ستختفي الصحف.. بينما رأى بعضهم أن الإنترنت ليست بديلاً قوياً أو مزاحماً للصحيفة، بل مكملاً لها..

وحول استطلاع عادات الكتابة، أكد أغلب المستطلعين أن أجهزة الكمبيوتر اختزلت الكثير من المراحل، حتى كاد أغلبهم ينسى أهمية القلم، سواء أكان قلم حبر أم جافاً أم قلم رصاص!

عموماً، أغلبنا يكتب بطقوس الكتابة ويقرأ بطقوس القراءة التي أخذتنا إلى عوالمها، ونعتقد أن الخلاف لن يدوم ما دام المعنى يصل والرسالة تقرأ، فلا بأس إن بدأنا يومنا من الصفحة الأولى أو من آخر الصفحات، فكل الطرق تؤدي إلى "البيان"!

Email