دولة الأمن والأمان

السلام والأمن والأمان مطالب إنسانية ضرورية وأساسية للفرد والمجتمع بكامله، من خلالها يشعر الإنسان بالطمأنينة التامة على نفسه وماله وعرضه وأرضه، وأنه يتمتع بلذة العيش بعيداً عن ما يعكر الصفو في أجواء الحياة اليومية. فالأمن صمام أي مجتمع ضد الأخطار، من خلاله يتم تأمين مصالح المجتمع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وتحقيق الأهداف والغايات العليا للمواطنين.

ولأن دولتنا الناهضة تسعى في جميع المجالات إلى ترسيخ تلك القيم وبثها في مفاصل مجتمعنا، فقد أظهرت نتائج استطلاع القيم المجتمعية للإمارات، الذي أجراه مركز باريت الدولي بالتعاون مع برنامج "وطني"، تصدر العلاقات الأسرية والتمسك بالأخلاق الحميدة لمجموعة القيم والسلوكيات المجتمعية التي تميز المجتمع في الإمارات، بمختلف شرائحه السكانية.

لقد أظهرت الإمارات من خلال الاستطلاع، أن قيم "السلام والأمن والأمان" تأتي في مقدمة القيم العشر الأولى التي يتمتع بها المجتمع، مما يشير إلى أن القاطنين على أرض الدولة من مواطنين ومقيمين، يتمتعون بنسب عالية من الرضا والارتياح، ويتطلعون إلى تحقيق دورٍ ريادي على مستوى العالم في مجال الابتكار والإبداع.

وتصدر نعمة الأمن والأمان القيم والسلوكيات التي تضمنتها نتائج الاستطلاع، والتي اختارها المشاركون على تنوعهم الديمغرافي، يدل على إحساسهم العالي بالأمن الذي يتمتع به مجتمع الإمارات، وهو إنجاز كبير مقارنة بما يجري من أوضاع غير مستقرة في المنطقة، حيث تعتبر فئتا الشباب والمرأة ضمن أكثر السكان الذين يشعرون بالأمن والسلام على مستوى الإمارات السبع.

مثل هذه النتائج التي خرج بها الاستطلاع، تسهم في توفير رؤية واضحة لأفضل الطرق والأساليب التي تساعد صناع القرار في إطلاق المبادرات التي تؤثر بشكلٍ إيجابي في المجتمع وأفراده، إضافة إلى دوره في دعم عملية وضع السياسات والاستراتيجيات بما يتناسب مع قيم وتوجهات المجتمع والسلوكيات الرئيسية التي تحكمه.

وكما قال ريتشارد باريت الرئيس التنفيذي للمركز، فإنه على الرغم من التنوع الكبير في الجنسيات التي يتكون منها النسيج المجتمعي للإمارات، إلا أنه يتمتع بانسجام رائع ومميز، الأمر الذي يعكس كفاءة الآليات الثقافية القائمة، والتي تخلق سلاسة وانسيابية في التعامل وتأسيس العلاقات بين المواطنين والمقيمين على أرض الدولة.

يظل هذا الاستطلاع درساً واضحاً وعملياً يرد على كل المشككين في ما تقدمه القيادة السياسية لمواطنيها، ولعل قول برايت في هذا الشأن خير مثال، فلو استطعنا خلق مجتمعات مدفوعة بمثل هذه القيم، فإنه بالتأكيد ستكون الحياة أكثر سعادة.