«لننهض بلغتنا»

ت + ت - الحجم الطبيعي

جاء إعلان دبي "لننهض بلغتنا"، الذي أطلقته الأسبوع المنصرم مؤسسة الفكر العربي بمشاركة نخبة من المفكرين والمثقفين والأدباء، متناغماً مع رؤية الإمارات 2021 التي أعلنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، خلال شهر إبريل الماضي، والهادفة لجعل الإمارات مركزاً للامتياز في اللغة العربية.اللغة كانت وستظل من أهم مقومات وأسس المجتمع.

 فهي هويتنا، ووسيلتنا للتعبير عن ثقافتنا، وأداة رئيسة معبرة عن قيمنا وتميزنا التاريخي، وهي كما قال الشيخ محمد: حية، غنية، نابضة بالحياة، بقيت محافظة على أصالتها لأكثر من ألفي عام، وتتميز بقدرتها على مواكبة الحاضر والمستقبل.وقد حدثني الصديق الدكتور سليمان عبدالمنعم، أمين عام مؤسسة الفكر العربي، بأن أهمية إطلاق مشروع "لننهض بلغتنا" تنبع من الأزمة التي تعيشها اللغة.

والتي تعدت الجميع دون استثناء؛ من أناس عاديين مرورا بخبراء وتربويين وصولاً إلى علماء لغة، فلا يمكن لعاقل أن يتجاهل ذلك الأمر على الإطلاق، فاللغة كانت ومازالت قضية أمن قومي لا يستطيع أحد منا أن يحيد عنها.ومشروع "لننهض بلغتنا" ارتكز - كما يشير الدكتور سليمان- على دراسة ميدانية قوامها تسعة استطلاعات للرأي، اشتملت في مجملها على 265 سؤالاً وتم تنفيذها في إحدى عشرة دولة عربية، انطلاقاً من الاقتناع بأهمية جوانب أزمة لغة الضاد على الأرض ولدى مختلف الأطراف المعنية.إذن، ونحن نتحدث عن مشروع "لننهض بلغتنا"، علينا ألا نغفل بارقة الأمل التي لوّح بها الشيخ محمد بن راشد وسط ذاك المشهد القاتم، وما حزمة المبادرات النوعية الهادفة التي أطلقها في هذا الشأن.

والتي تصب جميعها في تعزيز وضع اللغة العربية وإحيائها كلغة للعلم والمعرفة، إلا واحدة من تلك البوارق التي تصب في كيان لغتنا العربية؛ فقد شملت مبادرات سموه العمل على إبراز المبدعين من الطلبة، وإطلاق كلية للترجمة، ومعهد لتعليم العربية لغير الناطقين بها.

إضافة إلى مبادرة إلكترونية لتعزيز المحتوى العربي على شبكة "الإنترنت".هذا هو إذن المناخ المتنامي والحاشد للأدوار الرسمية والأهلية، الذي نبحث عنه في زمننا المتسارع للنهوض بأحد مقومات وجودنا الحضاري، وهذه هي الروح الجديدة الواعية التي نحتاج إلى توظيفها اليوم.

Email