قليلة هي المخلوقات التي تتمتع بتزويد الناس بالأمل، ونادرة هي المجتمعات التي حظيت بأناس تمدها بالسعادة.
ونظرة على صورة صفحة "البيان" الأولى من يوم الاربعاء 14نوفمبر الماضي، كفيلة بشرح الصدور الضائقة، وتعميم انطباعات الارتياح والرضا؛ لمرأى جموع الطلبة مغمورين بوجوده وبالفرح.
فقد كانت زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ،رعاه الله، لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، رسالة عملية مباشرة وواضحة، إلى أهمية القراءة وضرورتها، وإلى تقدير الكتّاب والكتاب.
ولكنها أيضا هي رسالة أعمق من ذلك، لكونها ترجمة لفكر واقعي تجسد بسلوك مباشر من أحد أعلى قمة في هرم المسؤولية الرسمية والسياسية في الدولة، مسؤول عرف بالمبادرات الرائدة لتكون فعلا بدهيا يُحتذى. فسموه لا يتردد عن النزول إلى الميدان بشخصه لتصدق أفعاله أقواله، منخرطا وسط الجموع التي تبادله المحبة وتكن له التقدير والاحترام. فزيارة سموه للمعرض وهو يموج بالرواد.
وبأعداد الطلاب والطالبات ممن نظمت لهم زيارة هذا المهرجان الثقافي الضخم، لا شك بأنها زودتهم بشحنات من السعادة والإقدام، وأنها رفعت لديهم أسهم القراءة والاقبال عليها وحب الكتاب. القراءة.. الفعل الذي كان "معضلة" علينا، وللأسف "مَعْيرَة" لنا من الآخرين! هذه المبادرة الثمينة كفيلة بأن تختصر الكثير من الوقت.
وتوفر الجهد في محاولات تعزيز وتشجيع أولادنا وطلبتنا على القراءة وحبها، خصوصا مع مزاحمة أجهزة المعرفة التقنية، والتي بالرغم من احتوائها على العديد من الخصائص المشجعة والمنافسة، إلا أن فعل القراءة عبر الكتاب، فعل لا يزاحمه فعل آخر سوى توظيف الخيال، وتنمية الابتكار.